responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 252

الباب الخامس عشر في وصيته- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- الأنصار عند موته‌

روى البخاري و البيهقيّ عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- خرج في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء ملتحفا بملحفة على منكبيه فجلس على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: «أمّا بعد فإن الناس يكثرون و يقل الأنصار حتى يكونوا في الناس مثل الملح في الطعام، فمن ولى منكم أمرا يضرّ به قوما و ينفع به آخرين فليقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئتهم» و كان آخر مجلس جلسه.

و روى البيهقي عن أبي أيوب بن بشير أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- خرج في مرضه الذي توفي فيه فجلس على المنبر فكان أول ما ذكره بعد حمد الله تعالى و الثناء عليه ذكر أصحاب أحد، فاستغفر لهم و دعا لهم، ثم قال: «يا معشر المهاجرين إنكم أصبحتم تزيدون و الأنصار على هيئتها لا تزيد، و إنّهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، و تجاوزوا عن مسيئهم».

و روى البخاري و سيف بن عمر في «الفتوح» عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن أبا بكر و عمر كانا يوما بمجلس من مجالس الأنصار و هم يبكون فقالا: ما يبكيكم قالوا: ذكرنا مجلس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- منا، فدخل أحدهما على النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فأخبره بذلك- و عند سيف- أن الأنصار لما رأوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يزداد وجعا طافوا بالمسجد، فدخل العباس فأعلم النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بمكانهم و إشفاقهم ثم دخل الفضل فأعلمه بمثل ذلك ثم دخل عليه عليّ بن أبي طالب كذلك،

و خرج النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-، زاد سيف: «متوكئا على عليّ و الفضل و العباس، أمامهم قد عصب على رأسه حاشية برد- زاد سيف:- يخطّ الأرض برجله فصعد المنبر و لم يصعده بعد ذلك اليوم- زاد سيف- أنه جلس على أسفل مرقاة منه، و ثار الناس إليه فحمد الله و أثنى عليه- زاد سيف- فقال: أيها الناس بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم قبلكم فمن بعث إليكم فأخلد فيكم، أ لا إني لاحق بربّي و إنكم لاحقون به، فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيرا و أوصي المهاجرين فيما بينهم، فإن الله تعالى يقول: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر: 1، 2] إلى آخرها، و إن الأمور تجري بإذن الله تعالى و لا يحملنكم استبطاء أمر على استعجاله فإن الله عز و جل لا يعجل بعجلة أحد و من غالب الله غلبه و من خادع الله خدعه‌ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ‌ [محمد: 22] انتهى. أوصيكم بالأنصار- و زاد سيف- خيرا فإنهم الذين تبوّأوا الدّار و الإيمان من قبلكم، أ لم يشاطروكم في الثّمار، أ لم يوسّعوا لكم في الدّيار، أ لم يؤثروكم على أنفسهم و بهم خصاصة، و قد قضوا الذي عليهم و بقي الذي لهم- زاد سيف- أ لا فمن ولي أن يحكم بين رجلين فليقبل‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست