responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 95

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قد شنق للقصواء الزّمام. حتّى إنّ رأسها ليصيب مورك رحله. و يقول بيده اليمنى: «أيّها الناس! السّكينة السّكينة» كلّما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا. حتّى تصعد. حتّى أتى المزدلفة. فصلّى بها المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين. و لم يسبّح بينهما شيئا. ثمّ اضطجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتّى طلع الفجر. و صلى الفجر، حين تبيّن له الصّبح، بأذان و إقامة. ثمّ ركب القصواء. حتى أتى المشعر الحرام. فاستقبل القبلة. فدعاه و كبّره و هلّله و وحّده. فلم يزل واقفا حتّى أسفر جدا. فدفع قبل أن تطلع الشّمس. و أردف الفضل بن عبّاس.

و كان رجلا حسن الشّعر أبيض و سيما. فلمّا دفع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مرّت به ظعن يجرين. فطفق الفضل ينظر إليهنّ. فوضع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يده على وجه الفضل. فحوّل الفضل وجهه إلى الشّقّ الآخر ينظر. فحوّل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يده من الشّقّ الآخر على وجه الفضل. يصرف وجهه من الشّقّ الآخر ينظر. حتّى أتى بطن محسّر. فحرّك قليلا. ثمّ سلك الطّريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى. حتّى أتى الجمرة التي عند الشّجرة، فرماها بسبع حصيات. يكبّر مع كلّ حصاة منها. حصى الحذف. رمى من بطن الوادي. ثمّ انصرف إلى المنحر. فنحر ثلاثا و ستّين بيده. ثمّ أعطى عليا. فنحر ما غبر. و أشركه في هديه. ثمّ أمر من كلّ بدنة ببضعة.

فجعلت في قدر. فطبخت. فأكلا من لحمها و شربا من مرقها. ثمّ ركب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأفاض إلى البيت. فصلّى بمكّة الظّهر. فأتى بني عبد المطّلب يسقون على زمزم. فقال:

«انزعوا بني عبد المطّلب! فلو لا أن يغلبكم النّاس على سقايتكم لنزعت معكم» فناولوه دلوا يقول: (و لا أعلمه ذكره إلّا عن النّبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)): كان يقرأ في الرّكعتين‌ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، [الإخلاص‌] و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‌ [الكافرون‌] ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا. فلما دنا من الصفا قرأ إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‌ [البقرة/ 158] «أبدأ بما بدأ اللّه به» فبدأ بالصّفا. فرقي عليه حتّى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحّد اللّه، و كبّره. و قال «لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شي‌ء قدير. لا إله إلّا اللّه وحده.

أنجز وعده. و نصر عبده. و هزم الأحزاب وحده» ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات. ثمّ نزل إلى المروة. حتى إذا انصبّت قدماه في بطن الوادي سعى. حتّى إذا صعدتا مشى. حتّى أتى المروة. ففعل على المروة كما فعل على الصّفا. حتّى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال «لو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي. و جعلتها عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ. و ليجعلها عمرة». فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول اللّه! أ لعامنا هذا أم لأبد؟

فشبّك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أصابعه واحدة في الأخرى. و قال «دخلت العمرة في الحجّ» مرّتين «لا بل لأبد أبد» و قدم علي من اليمن ببدن النّبي (صلّى اللّه عليه و سلّم). فوجد فاطمة- رضي اللّه تعالى عنها- ممّن حلّ.

و لبست ثيابا صبيغا. و اكتحلت فأنكر ذلك عليها. فقالت: إنّ أبي أمرني بهذا. قال: فكان عليّ‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست