responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 94

فأرسلت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): كيف أصنع؟ قال «اغتسلي. و استثفري بثوب و أحرمي» فصلّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في المسجد. ثمّ ركب القصواء. حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء. نظرت إلى مدّ بصري بين يديه. من راكب و ماش. و عن يمينه مثل ذلك. و عن يساره مثل ذلك. و من خلفه مثل ذلك. و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بين أظهرنا. و عليه ينزل القرآن. و هو يعرف تأويله. و ما عمل به من شي‌ء عملنا به. فأهلّ بالتّوحيد «لبّيك اللّهمّ! لبّيك. لبّيك لا شريك لك لبّيك. إنّ الحمد و النّعمة لك. و الملك لا شريك لك». و أهلّ النّاس بهذا الذي يهلّون به. فلم يردّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عليهم شيئا منه. و لزم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) تلبيته. قال جابر (رضي اللّه عنه): لسنا ننوي إلّا الحجّ. لسنا نعرف العمرة. حتّى إذا أتينا البيت معه، استلم الرّكن فرمل ثلاثا و مشى أربعا. ثمّ نفذ إلى مقام إبراهيم (عليه السلام). فقرأ: وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى‌ [البقرة/ الآية 125] فجعل المقام بينه و بين البيت. فكان أبي الذي قدم به عليّ من اليمن و الذي أتى به النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) مائة. قال: فحلّ النّاس كلّهم و قصّروا. إلّا النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و من كان معه هدي، فلمّا كان يوم التّروية توجّهوا إلى منّى. فأهلّوا بالحجّ. و ركب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فصلّى بها الظّهر و العصر و المغرب و العشاء و الفجر. ثمّ مكث قليلا حتّى طلعت الشّمس. و أمر بقيّة من شعر تضرب له بنمرة. فسار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و لا تشكّ قريش إلّا أنّه واقف عند المشعر الحرام. كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتّى أتى عرفة. فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة. فنزل بها. حتّى إذا زاغت الشّمس أمر بالقصواء. فرحلت له. فأتى بطن الوادي. فخطب النّاس و قال «إنّ دماءكم و أموالكم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا. في شهركم هذا. في بلدكم هذا. ألا كلّ شي‌ء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع. و دماء الجاهليّة موضوعة. و إنّ أوّل دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث. كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. و ربا الجاهليّة موضوع. و أوّل ربا أضع ربانا. ربا عبّاس بن عبد المطلّب. فإنّه موضوع كلّه. فاتّقوا اللّه في النّساء. فإنّكم أخذتموهنّ بأمان اللّه.

و استحللتم فروجهنّ بكلمة اللّه. و لكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مبرّح. و لهنّ عليكم رزقهنّ و كسوتهنّ بالمعروف. و قد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب اللّه. و أنتم تسألون عنّي. فما أنتم قائلون؟» قالوا:

نشهد أنّك قد بلّغت و أدّيت و نصحت. فقال بإصبعه السّبّابة، يرفعها إلى السّماء و ينكتها إلى النّاس «اللّهمّ! اشهد. اللّهمّ! اشهد» ثلاث مرات. ثمّ أذّن. ثم أقام فصلّى الظّهر. ثمّ أقام فصلّى العصر. و لم يصلّ بينهما شيئا. ثمّ ركب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم). حتّى أتى الموقف. فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصّخرات. و جعل حبل المشاة بين يديه. و استقبل القبلة. فلم يزل واقفا حتّى غربت الشّمس. و ذهبت الصّفرة قليلا حتّى غاب القرص. و أردف أسامة خلفه. و دفع‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست