responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 66

إلى ما قال، فأردتّ الإسلام، فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا، فلما كان يوم فتح مكة، قال لي:

«يا عثمان، ائت بالمفتاح» فأتيته به فأخذه منّي ثم دفعه إليّ، و قال: «خذها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم»، فلما ولّيت ناداني، فرجعت إليه، فقال: «ألم تكن الذي قلت لك؟» فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة، لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي، أضعه حيث شئت، فقلت: بل أشهد أنّك رسول اللّه حقّا.

الباب الثامن و العشرون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) شيبة بن عثمان بأنه لم يسلم بعد

روى البيهقي و ابن عساكر عن شيبة بن عثمان رضي اللّه عنه قال: خرجت مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) يوم حنين، و اللّه، ما خرجت إسلاما، و لكني خرجت اتقاء أن تظهر هوازن على قريش، فو اللّه، إني لواقف مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذ قلت: يا رسول اللّه، إني لأرى خيلا بلقا قال:

«يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر»، قال: فضرب بيده في صدري فقال: «اللهم اهد شيبة»، ففعل ذلك ثلاثا، فما رفع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلق اللّه أحبّ إليّ منه.

و روى ابن سعد و ابن عساكر عنه قال: لما فتح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مكة عنوة قلت: أسير مع قريش إلى هوازن، بحنين فعسى إن اختلطوا أن أصيب غرّة من محمد فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها، و أقول: لو لم يبق من العرب و العجم أحد إلا اتّبع محمدا ما اتّبعته أبدا فكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة فلما اختلط الناس اقتحم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عن بغلته فدنوت منه، و رفعت سيفي حتى كدت أسوره فرفع لي شواظ من نار كالبرق كاد يمحشني فوضعت يدي على بصري خوفا عليه فالتفت إليّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قال: ادن مني»، فدنوت فمسح صدري، و قال: «اللهم أعذه من الشيطان» فو اللّه لهو من حينئذ أحبّ إليّ من سمعي و بصري و نفسي، و أذهب اللّه ما كان بي، فقال: «يا شيبة، الذي أراد اللّه بك خيرا مما أردتّ بنفسك؟» ثم حدثني بما أضمرت في نفسي! فقلت: بأبي أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أنك رسول اللّه، استغفر لي يا رسول اللّه، قال: «غفر اللّه لك».

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست