responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 403

و قال شيخ الإسلام البلقينيّ: و هي حالة يؤخذ فيها عن حال الدّنيا من غير موت، فهو مقام برزخيّ يحصل له عند تلقّي الوحي، فلمّا كان البرزخ العام، ينكشف فيه للميّت كثير من الأحوال، خصّ اللّه تعالى نبيّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ببرزخ في الحياة، يلقي اللّه تعالى فيه وحيه المشتمل على كثير من الأسرار. و قد يقع لكثير من الصلحاء عند الغيبة بالنّوم، أو غيره اطّلاع على كثير من الأسرار، و ذلك مستمدّ من المقام النّبويّ، و يشهد لذلك «رؤيا المؤمن جزء من ستّة و أربعين جزءا من النّبوّة».

التاسعة و العشرون:

و بوجوب الركعتين عليه بعد العصر قاله رزين.

الثلاثون:

و بأنّ جميع نوافله (صلّى اللّه عليه و سلّم) كانت فرضا، لأنّ النّفل إنما هو للجبر، و لا نقص في صلاته حتّى يجبر. قاله رزين.

قلت: و هذا الذي قاله رزين ليس بشي‌ء، و لا يلزم من عدم وقوع نقص في صلواته الخمس أن يكون ما عداها من الصّلوات فرضا، بل ذلك نافلة ليس إلّا.

و يدلّ لذلك ما رواه الإمام أحمد و ابن جرير و الطّبراني عن أبي أمامة (رضي اللّه عنه) في قوله- تبارك و تعالى-: وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ‌ [الإسراء/ 79]، قال: كانت للنّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) نافلة، و لكم فضيلة.

و في لفظ: إنّما كانت النّافلة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خاصّة.

و روى الطيالسيّ و الطبراني بسند جيّد عنه أنّه قال: «إذا توضّأ الرّجل المسلم فأحسن الوضوء، فإن قعد قعد مغفورا له، و إن قام يصلّي كانت له فضيلة، قيل: له نافلة؟ فقال: إنما النافلة للنّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) كيف يكون نافلة و هو يسعى في الخطايا و الذّنوب؟ و لكن فضيلة».

و روى ابن جرير و ابن المنذر في تفسيريهما، و البيهقي في «الدّلائل» عن مجاهد (رضي اللّه عنه) في الآية قال: لم تكن النّافلة لأحد إلّا للنّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) خاصّة، من أجل أنّه غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فما عمل من عمل مع المكتوب، فهو له نافلة سوى المكتوب، من أجل أنّه لا يعمل ذلك من كفارة الذّنوب فهي نوافل له و زيادة، و النّاس يعملون ما سوى المكتوب في كفّارة ذنوبهم، فليس للنّاس نوافل، إنّما هي للنبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) خاصّة.

و روى ابن أبي حاتم عن قتادة نحوه.

و روى ابن المنذر و غيره عن الحسن قال: ليس لأحد نافلة إلى للنّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) خاصة.

و لأنّ فرائضه كانت للزيادة و أما غيره، فلا يخلو عن نقص، فنوافله تكمّل فرائضه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست