responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 318

و روى الإمام أحمد و ابن حبان عن جابر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): أوتيت مقاليد الدنيا على فرس أبلق، جاء به جبريل عليه قطيفة من سندس».

و روى الطبراني بسند حسن عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذات يوم على الصّفا فقال: «يا جبريل، ما أمسى لآل محمد سفة من دقيق و لا كفة من سويق»، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هذه من السماء، فأتاه إسرافيل فقال: إن اللّه سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، و أمرني أن أعرض عليك أسيّر معك جبال تهامة زمردا و ياقوتا و ذهبا و فضّة، فعلت: فإن شئت نبيّا ملكا، و إن شئت نبيّا عبدا فأومأ إليه جبريل أن تواضع فقال: «بل نبيّا عبدا».

و روى الطبراني عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «لقد هبط عليّ ملك من السماء ما هبط علي نبيّ قبلي، و لا يهبط على أحد بعدي و هو إسرافيل، فقال: أنا رسول ربّك إليك، أمرني أن أخيّرك، إن شئت نبيّا عبدا، و إن شئت نبيّا ملكا، فنظرت إلى جبريل، فأومأ إليّ أن تواضع، فلو أنّي قلت: نبيّا ملكا لسارت الجبال معي ذهبا».

و سبقت أحاديث من هذا النّمط في باب زهده (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قال الإمام الخطّابي: المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمّة من الغنائم من ذخائر كسرى و قيصر و غيرهما، و يحتمل معادن الأرض التي فيها الذّهب و الفضّة، و قيل: يحمل على ما سواهم من ذلك. قلت: و هو أظهر، و الأحاديث تشعر به و قيل: المراد بمفاتيح خزائن الأرض بلادها التي ستفتح له و لأمّته و يصل إليها دينه و شرعه فصار حكمه فيها كحكم الملك على ما تحت يده يتصرّف فيها بأمر ربّه تبارك و تعالى كيف أمره، و قيل: أراد اللّه تعالى تنبيهه على ذلك و إعلامه بأن دينه سيبلغ مشارق الأرض و مغاربها، و كذلك وقع، و للّه الحمد على ذلك، و هذا معنى بديع يتعين اعتقاده و تكون الخصوصيّة له (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هي أن بلاده التي تدخل في طاعته، و تصير تحت حكمه تسلّم مفاتيحها في يده عطيّة من اللّه تبارك و تعالى، و لذلك أخبر أمّته (صلّى اللّه عليه و سلّم) بفتح كثير من البلاد كما تقدم في المعجزات.

الخامسة عشر بعد المائة:

و بأنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) جمع له بين النبوة و السلطان.

عدّ هذه الغزالي (رحمه اللّه تعالى) و نصّه لأجل اجتماع النّبوّة و الملك و السّلطنة لنبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان أفضل من سائر الأنبياء، فإنّه أكمل اللّه به صلاح الدين و الدنيا و لم يكن السيف و الملك لغيره من الأنبياء.

روى البيهقي عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله تعالى: وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ، وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً [الإسراء 80] قال:

أخرجه من مكّة مخرج صدق و أدخله المدينة مدخل صدق، قال: و علم النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) أنّه لا طاقة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست