responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 317

قاضي مرّاكش (رحمه اللّه تعالى)‌

قوله (صلّى اللّه عليه و سلّم): «بين يدي»

يشعر أنّه يريد إذا شرعت في حركة لعدو يقدمني الرّعب إليهم، و بيني و بينهم مسيرة شهر، و لا شك أنّ كلّ متوجّه لقتال قوم لا بدّ من وقوع خوف منه لأوّل سماعهم، بتوجهه إليهم على مسيرة شهر، أو على أكثر، أو على أقل، هذا الذي خصّ به سيّدنا محمد (صلّى اللّه عليه و سلّم) و الذي يظهر و اللّه تعالى أعلم أنّ الرّعب اللاحق للمقصود على مراتب، رعب يلحق على البعد، و رعب يلحق على القرب [....]. ثم قال:

إنّ الرّعب الذي يلحق بالمشاهدة يلحق من توجهه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على مسيرة شهر، و من هنا يعرف حكمة التّخصيص بشهر و ذلك أن سليمان (صلّى اللّه عليه و سلّم) سخّر له الجنّ و الريح تجري به من غدوته و روحته مسيرة شهر فكان إذا توجّه نحو عدوّ كانت مرحلته إليه مسيرة شهر لغيره فكان رعب المشاهدة يأتي منه على مسيرة شهر لقطعه إياه في الرّحلة الواحدة، فأعطى سيدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رعب المشاهدة على مقدار تلك المسافة، و إن لم يكن يلحق إياه بعد قطعها، و اللّه تعالى أعلم. انتهى كلامه و ظاهر حديث السّائب رضي اللّه عنه أنّ العدوّ الواحد لا يكون في جهتين بعيدتين و إنما يكون في إحدى الجهات، إما أمامه أو خلفه فهو يرعب و لو لم يقابله، فأطلق الشهر باعتبار إحدى الجهتين، و كذا لو كانا عدوّين في جهتين أمامه و خلفه فالشهر نهاية مسافة الخوف، و لم أر من نبّه على هذا و هو بديع و اللّه تعالى أعلم.

الثانية عشر بعد المائة.

و بأنه نصر بالصّبا و أهلكت عاد بالدبور و كانت عذابا على من قبله كما رواه الإمام الشافعي.

روى الطبراني بإسناد رجاله ثقات عن أنس و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «نصرت بالصّبا و أهلكت عاد بالدبور» [1].

الثالثة عشر بعد المائة.

و بأنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أوتي مفاتيح خزائن الأرض على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس عد هذه ابن عبد السلام رضي اللّه عنه.

الرابع عشر بعد المائة.

و بهبوط إسرافيل عليه و لم يهبط على أحد قبله. عد هذه ابن منيع رضي اللّه عنه.

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «بينما أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يديّ»

قال أبو هريرة: فقد ذهب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أنتم تنتثلونها.


[1] سقط في ج.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست