و شهادتهم له بالنّبوّة ذكره الدماسي و تقدم الكلام على ذلك في المعجزات.
الثامنة و السبعون.
و بأنّه خاتم النبيين و آخرهم بعثا فلا نبيّ بعده، قال تبارك و تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ، وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب 40].
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «مثلي و مثل الأنبياء كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه و أكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل النّاس يطوفون به و يعجبون له و يقولون: هلّا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة و أنا خاتم النبيين [1]»
و الأحاديث في هذا كثيرة شهيرة.
و لا يقال: «عيسى» ينزل في آخر الزمان، فإنه كان نبيّا قبله و رفعه اللّه تعالى لحكمة اقتضتها الإرادة الإلهية و إذا نزل لا يأتي بشريعة مستقلة ناسخة لشريعة نبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم) بل إنما يحكم بشريعتنا و للشيخ (رحمه اللّه تعالى) في ذلك مصنّف حافل.
التاسعة و السبعون.
و بأن شرعه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مؤبد لا ينسخ.
الثمانون.
و بأنّه ناسخ لجميع الشرائع قبله قال اللّه سبحانه و تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ [المائدة 48] بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [التوبة 33].
الحادية و الثمانون.
و لو أدركه الأنبياء لوجب عليهم اتباعه
قال (صلّى اللّه عليه و سلّم) فيما رواه أبو نعيم: «لو كان موسى حيّا اليوم لما وسعه إلا أن يتّبعني»
و تقدم بيان ذلك في الباب السادس.
الثانية و الثمانون.
و بأنّ في كتابه و شرعه النّاسخ و المنسوخ قال اللّه عز و جل ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها [البقرة 106] ليس في سائر الكتب مثل ذلك و لهذا كان اليهود ينكرون النّسخ، و السر في ذلك أن سائر الكتب نزلت دفعه واحدة فلا يتصوّر أن يقع فيها
[1] أخرجه البخاري من حديث جابر 6/ 558 (3534) مسلم 4/ 1791 (23/ 2287) و من حديث أبي هريرة مسلم (20/ 2286) (21).