نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 404
(1)
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد اللّه البسطاميّ، أنبأنا أبو بكر الاسماعيلي، أخبرني أبو يعلى، حدثنا العباس بن الوليد: حدثنا عبد الواحد، [قال]: [8] حدثنا أيوب بن عائذ، [قال]: حدثنا قيس بن مسلم، قال: سمعت طارق بن شهاب، يقول: حدثنا [9] أبو موسى الأشعريّ، قال: بعثني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى أرض قومي فجئت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو منيخ بالأبطح، فسلمت عليه، فقال:
«أ حججت يا عبد اللّه بن قيس؟» قلت: نعم يا رسول اللّه، قال: «كيف قلت»، قال: قلت: لبيك إهلالا كإهلالك، فقال: «أسقت هديا؟»، قلت: لا، لم أسق هديا، قال: «فطف بالبيت واسع بين الصفا و المروة، ثم حلّ»، قال: ففعلت حتى مشطتني امرأة من نساء بني قيس، قال: فمكثنا بذلك حتى استخلف عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه و ذكر الحديث.
و في هذا دلالة على أنّ أبا موسى رجع إلى مكة في حجة الوداع و أما معاذ ابن جبل فالأشبه أنه لم يرجع حتى توفي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم).
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السّكوني، أنّ معاذ بن جبل لما بعثه النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى اليمن فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) يوصيه و معاذ راكب، و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال: «يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، و لعلك أن تمرّ بمسجدي و قبري» فبكى معاذ خشعا لفراق النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)،