نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 356
(1) اللّه، قال: فكتب لي كتابا أمّرني، فقلت: يا رسول اللّه! مرني بشيء من صدقاتهم، قال: نعم، فكتب لي كتابا آخر، قال الصدايّ: فكان ذلك في بعض أسفاره.
و نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم و يقولون أخذنا بشيء كان بيننا و بين قومه في الجاهلية، فقال نبيّ اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): أو فعل ذلك؟ فقالوا: نعم، فالتفت النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى أصحابه و أنا فيهم فقال: لا خير في الأمارة لرجل مؤمن.
قال الصّدايّ فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول اللّه! أعطني، فقال نبي اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): من سأل النّاس عن ظهر غنى فصداع في الرأس و داء في البطن، فقال السائل: فأعطني من الصدقة، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم):
إن اللّه عز و جل لم يرض فيها بحكم نبيّ و لا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها، فجزّأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك.
قال الصّدايّ فدخل ذلك في نفسي أنيّ سألته من الصّدقات و أنا غني.
ثم ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) اعتشى [2] من أول الليل فلزمته، و كنت قريبا، و كان أصحابه ينقطعون عنه، و يستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان صلاة الصبح، أمرني فأذّنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول اللّه؟ فجعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ينظر ناحية المشرق الى الفجر، فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتبرز، ثم انصرف إليّ و هو يتلاحق أصحابه فقال: «هل من ماء يا أخا صداء»؟ قلت: لا إلّا شيء قليل لا يكفيك، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت فوضع كفه في الماء، قال الصّدائي: فرأيت بين