نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 276
(1) هما؟ قالوا: مرارة بن ربيع العمريّ، و هلال بن أميّة الواقفي، فذكروا لي رجظلين صالحين، قد شهدا بدرا فيهما أسوة [7]، فمضيت حين ذكروهما لي و نهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عن كلامنا أيّها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس و تغيروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا و قعدا في بيوتهما [يبكيان] [8]، فأمّا أنا فكنت أشبّ القوم و أجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، و أطوف في الأسواق، و لا يكلمني أحد، و آتي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو في مجلسه بعد الصلاة فأسلّم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك [9] شفتيه بردّ السلام عليّ أم لا؟ ثم أصلي فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليّ، فإذا التفتّ [نحوه أعرض عني حتى إذا طال عليّ ذلك] [10] من جفوة المسلمين تسورت جدار حائط أبي قتادة، و هو ابن عمّي، و أحبّ الناس إليّ، فسلمت عليه فو اللّه ما ردّ عليّ السلام، فقلت له: يا أبا قتادة أنشدك اللّه، هل تعلمني أحبّ اللّه و رسوله؟ قال: فسكت، فعدت له فنشدته، فسكت، قال: فعدت له فناشدته الثالثة، فقال: اللّه و رسوله أعلم. ففاضت عيناي و توليت حتى تسورت الجدار.
قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطيّ من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة و يقول: من يدلّ على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له [11] حتى إذا جاءني دفع إليّ كتابا من ملك غسان و كنت كاتبا فإذا فيه: أما بعد فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك، و لم يجعلك اللّه بدار هوان، و لا مضيعة،