نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 275
(1) برداه ينظر في عطفه [6]، فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت! و اللّه يا رسول اللّه ما علمنا إلا خيرا، فسكت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم).
قال كعب: فلمّا بلغني أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد توجّه قافلا من تبوك حضرني همي فطفقت أتذكر الكذب و أقول: بما ذا أخرج من سخطه غدا، و أستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد أطل قادما راح عني البطال، و عرفت أني لا أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه، و أصبح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قادما، و كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاء المخلّفون فطفقوا يعتذرون إليه و يحلفون له و كانوا بضعة و ثمانين رجلا، فقبل منهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) علانيتهم و بايعهم، و استغفر لهم و وكل سرائرهم إلى اللّه تعالى فجئته، فلمّا سلّمت عليه تبسّم تبسّم المغضب، ثم قال: تعال: فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال: ما خلفك؟ أ لم تكن ابتعت ظهرك؟ فقلت: بلى يا رسول اللّه إني و اللّه لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، و لقد أعطيت جدلا، و لكن و اللّه لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كاذبا ترضى به عني ليوشكنّ اللّه أن يسخط عليّ، و لئن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه أني لأرجو عفو اللّه، لا و اللّه ما كان لي من عذر، و و اللّه ما كنت قط أقوى و لا أيسر مني حين تخلّفت عنك، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضي اللّه فيك»،
فقمت و ثار رجال من بني سلمة فقالوا لا و اللّه ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا عجزت أن لا تكون اعتذرت الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بما اعتذر إليه المخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لك، فو اللّه ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذّب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد قالوا: نعم رجلان قالا: مثل ما قلت و قيل لهما ما قيل لك فقلت: من
[6] إشارة إلى إعجابه بنفسه و لباسه، و قيل: كنى بذلك عن حسنه و بهجته و العرب تصف الرداء بصفة الحسن.
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 275