نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 224
(1) أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة (ح).
و أخبرنا ابو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال: أنبأنا أبو بكر بن عتاب العبديّ، قال حدثنا القاسم الجوهريّ، قال: حدثنا ابن أبي اويس، قال:
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال:
ثم إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) تجهّز غازيا يريد الشام، فأذن في الناس بالخروج، و أمرهم به، و كان في حرّ شديد و ليالي الخريف، و الناس خارفون في نخيلهم فأبطأ عنه ناس كثير، و قالوا: «الروم، و لا طاقة لنا بهم» فتخلّف المنافقون، و حدّثوا أنفسهم أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لا يرجع إليهم أبدا، فاعتلّوا و ثبطوا من أطاعه، و تخلف عنه رجال من المسلمين بأمر كان لهم فيه عذر منهم السقيم و المعسر، و جاءه ستة نفر كلهم معسر يستحملونه لا يحبون التخلّف عنه، فقال لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): لا أجد ما أحملكم عليه تولوا و أعينهم تفيض من الدمع حزنا ألّا يجدوا ما ينفقون، منهم، من بني سلمة: عمرو بن عثمة، و من بني مازن بن النجار: أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، و من بني حارثة، علبة بن زيد، و من بني عمرو بن عوف: سالم بن عمير، و هرمي بن عبد اللّه، و هم يدعون بني البكاء و عبد اللّه بن عمرو رجل من مزينة فهؤلاء الذين بكوا و اطّلع اللّه عزّ و جل انهم يحبون الجهاد، و انه الجدّ من أنفسهم، فعذرهم في القرآن، فقال:
(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ)[13] الآية و في الآيتين بعدها [14].