نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 213
(1) قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم أقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما بين ذي الحجة إلى رجب ثم أمر بالتهيؤ إلى غزو الروم [3].
أخبرنا أبو عبد اللّه، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال:
حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، و عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم:
أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قلّ ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره، غير أنه في غزوة تبوك قال: أيها الناس! إني أريد الروم، فأعلمهم، و ذلك في زمان من البأس، و شدّة من الحر، و جدب من البلاد، و حين طابت الثمار، و الناس يحبّون المقام في ثمارهم و ظلالهم، و يكرهون الشخوص عنها، فبينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذات يوم في جهازه إذ قال للجدّ بن قيس: يا جدّ هل لك في بنات بني الأصفر؟ قال: يا رسول اللّه! لقد علم قومي انه ليس من أحد أشدّ عجبا بالنساء [4] مني، و إني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني، فأذن
[ ()] و الحافظ و جمع. قال في التقريب: و هو سهو لأن علة منعه كونه على مثال الفعل «تقول» بالمذكر و المؤنث في ذلك سواء.
قال في الروض تبعا لابن قتيبة: سميت الغزوة بعين تبوك، و هي العين التي أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ألا يمسوا من مائها شيئا فسبق إليها رجلان، و هي تبض بشيء من ماء فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها، فسبهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قال لهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): ما زلتما تبوكانها منذ اليوم، فلذلك سميت العين تبوك. البوك كالنقش و الحفر في الشيء، و يقال: منه باك الحمار الأتان يبوكها إذا نزا عليها.
قال الحافظ: وقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة «إنكم ستأتون غدا عين تبوك». رواه مالك و مسلم. قلت: صريح الحديث دال على أن تبوك اسم على ذلك الموضع الذي فيه العين المذكورة. و النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال هذا القول قبل أن يصل تبوك بيوم. و ذكرها في المحكم في الثلاثي الصحيح، و ذكرها ابن قتيبة و الجوهري و ابن الأثير و غيرهم في المعتل في بوك.