نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 202
(1) المدينة و أنزل اللّه [تعالى] [2] القرآن، فقال: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ، شَيْئاً، وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ، ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)[3] هذه الآية و الآيتان بعدها.
قال موسى: و كان أول من قدم المدينة [4] بفتح حنين رجلان من بني عبد الأشهل الحارث بن أوس و معاذ بن أوس [5].
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن
[ ()] يعلم ذلك، و قد ثبت ان النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) اعتمر من الجعرانة، و الإثبات مقدم على النفي لما فيه من زيادة العلم، و قد ذكر مسلم في كتاب الحج اعتمار النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) من الجعرانة عام حنين من رواية انس رضي اللّه عنه، انتهى.
قلت: و حديث أنس أخرجه احمد، و الشيخان، و أبو داود، و الترمذي، و قد ورد من حديث ابن عباس أخرجه ابو داود، و الترمذي، و ابن ماجة، و حسنه الترمذي، و من حديث جابر رواه البزار و الطبراني في «الأوسط»، و رجاله رجال الصحيح كما قاله الهيثمي، و من حديث محرش الكعبي رواه أحمد و الحميدي و أبو داود، و الترمذي و النسائي، و من حديث خالد بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي رواه الحسن بن سفيان و النسائي في «الكنى» كما في «الاصابة» و غيرها، قال الحافظ ابن كثير، قد أطبق النقلة ممن عداهما على رواية ذلك من أصحاب الصحاح، و السنن و المسانيد، و ذكر ذلك أصحاب المغازي و السير كلهم.
قلت: و وجه الخفاء ما وقع في حديث محرش الكعبي عند أحمد و الترمذي ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خرج ليلا معتمرا فدخل مكة ليلا. فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، الى آخر الحديث، و فيه: و من أجل ذلك خفيت عمرته على الناس، و في لفظ لأحمد قال محرش: فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس، قال العيني: ليس في قول نافع حجة، لأن ابن عمر ليس كل ما علمه حدث به نافعا، و ليس كل ما حدث به حفظه نافع، و لا كل ما علمه ابن عمر لا ينساه، و العمرة من الجعرانة أشهر و أظهر من أن يشك فيها، انتهى.