نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 91
و أوف بنذرك، فأسهم بينهم، فخرج السّهم على عبد اللّه، فلمّا أراد أن يذبحه منعته قريش، لئلّا يكون فيهم سنّة، فأفتاه كاهن أن يسهم عليه و على عشر من الإبل- و كانت العشر عندهم دية الرّجل- ففعل، فخرج السّهم على عبد اللّه، فقال له الكاهن: زد عشرا، فإنّ ربّك لم يرض، فزاد عشرا، فخرج السّهم على عبد اللّه، فقال: زد عشرا، فزاد عشرا، فلم يزل يخرج السّهم على عبد اللّه، حتّى بلغ العدد مائة، فخرج السّهم على الإبل، فقال له: أعد القرعة، فأعادها، فخرج السّهم على الإبل، ثمّ أعادها فخرج على الإبل، فقال له: قد رضي ربّك، فانحرها فداء عن ابنك، ففعل، فاستمرّت الدّية في قريش مائة من الإبل، ثمّ جاء الشّرع فقرّرها دية لكلّ مسلم من المسلمين.
[أصحاب الفيل و ما جرى لهم]
و أمّا أصحاب الفيل: فإنّ الحبشة لمّا ملكت (اليمن) و عليهم أبرهة الأشرم، و كانوا بنوا كنيسة ب (صنعاء) كالكعبة، و صرفوا حجّاج (الكعبة) إليها، فدخلها ليلا رجال من قريش و لطّخوها بالعذرة [1] و هربوا، فلمّا علم بذلك أبرهة عزم على هدم (الكعبة)، فتجهّز في جيش عظيم، فلمّا شارف (مكّة) أغار على سرحها [2]، فاستاق أموال قريش، و نزل ب (عرفة)، فخرج إليه عبد المطّلب، فلمّا رآه أبرهة نزل له/ عن سرير ملكه إجلالا له، و سأله عن حاجته، فذكر أنّ له نحو مائة من الإبل فردّها عليه، فقيل لعبد المطّلب: هلّا كلمته في الانصراف عن (الكعبة)؟ فقال: أنا ربّ إبلي، و الكعبة لها ربّ يحميها.