نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 90
و إن حصّلت أشراف عبد منافها* * * ففي هاشم أشرافها و قديمها
و إن فخرت يوما فإنّ محمّدا* * * هو المصطفى من سرّها و كريمها
[صفة عبد اللّه بن عبد المطّلب والد رسول اللّه ص]
قال علماء السّير: و كان عبد اللّه بن عبد المطّلب والد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أنهد فتى في بني هاشم- أي: أرفعهم و أصبحهم- وجها، و أحسنهم خلقا و خلقا، و كان نور النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يلوح في وجهه، و هو أوّل من فدي بمائة من الإبل كما سيأتي.
[صفة عبد المطّلب جد رسول الله ص]
و أمّا عبد المطّلب فاسمه: شيبة الحمد [1]، و إنّما سمّي عبد المطّلب لأنّ عمّه المطّلب بن عبد مناف أخذه من أمّه سلمى الأنصاريّة النّجاريّة، فقدم به (مكّة) يردفه خلفه، و كان/ أسمر اللّون، فظنّ النّاس أنّه عبد اشتراه المطّلب، فقالوا: قدم المطّلب بعبد، فلزمه ذلك الاسم، و كان شريفا في قومه، مبجّلا عندهم، معظّما، يوضع له بساط في ظلّ (الكعبة)، لا يجلس عليه غيره، و كانوا يسمّونه: الفيّاض؛ لسماحته و كرمه، و له منقبتان عظيمتان، و هما: حفر بئر زمزم، و إهلاك أصحاب الفيل.
[حفر بئر زمزم، و نذر عبد المطّلب بذبح ولده عبد اللّه]
أمّا بئر زمزم: فإنّها كانت قد دفنتها السّيول، و اندرس أثرها، فرأى عبد المطّلب في نومه من نبّهه عليها، فلمّا أراد حفرها حسدته بطون قريش، و همّوا أن يمنعوه، فكفاه اللّه شرّهم، فنذر لئن رزقه اللّه عشرة من الولد يمنعونه؛ أن يتقرّب إلى اللّه تعالى بذبح أحدهم، فلمّا تمّ العدد عشرة أعلمهم بنذره، فقالوا له: اقض فينا أمرك
[1] سمّي بذلك لأنه كان في رأسه شيبة. [تاريخ الطّبري 2/ 246.
(أنصاريّ)].
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 90