responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 28

و له من الأخبار و النّوادر ما لا يسمع بمثله في العدل و إنصاف المظلومين، ممّا يذكّرنا بسير الأوائل من الخلفاء الرّاشدين و من بعدهم.

قال اللكنوي في «نزهة الخواطر»، أثناء ترجمته لهذا السّلطان العادل:

قال الآصفي: و في سنة إحدى و ثلاثين و تسع مائة خرج السّلطان إلى مصلّى العيد للاستسقاء، و تصدّق و تفقّد ذوي الحاجة على طبقاتهم، و سألهم الدّعاء، ثمّ تقدّم للصّلاة، و كان آخر ما دعا به- كما يقال-: (اللّهمّ إنّي عبدك و لا أملك لنفسي شيئا، فإن تك ذنوبي حبست القطر عن خلقك فها ناصيتي بيدك! فأغثنا يا أرحم الرّاحمين)، قال هذا و وضع جبهته على الأرض، و استمرّ ساجدا يكرّر قوله: (يا أرحم الرّاحمين)، فما رفع رأسه إلّا و هاجت ريح و نشأت بحرية ببرق و رعد و مطر؛ ثمّ سجد للّه شكرا، و رجع من صلاته بدعاء الخلق له و هو يتصدّق و ينفح بالمال يمينا و شمالا.

و بعد الاستسقاء بقليل اعتراه الكسل، ثمّ ضعف المعدة، و منه شكا ضعف الجسد، و في خلال ذلك عقد مجلسا حفلا بسادة الأمّة و مشايخ الدّين، و اجتمع بهم، و تذاكروا فيما يصلح بلاغا للآخرة، إلى أن تسلسل الحديث في رحمة اللّه سبحانه و ما اقتضاه منّه و إحسانه، فأخذ يشرح ما منّ اللّه عليه من حسنة و نعمة، و يعترف بعجز شكرها، إلى أن قال: (و ما من حديث رويته عن أستاذي المسند العالي مجد الدين بروايته له عن مشايخه إلّا و أحفظه و أسنده، و أعرف لراويه نسبته و ثقته، و أوائل حاله إلى وفاته. و ما من آية إلّا و منّ اللّه عليّ بحفظها و فهم تأويلها و أسباب نزولها و علم قراءتها. و أمّا الفقه فاستحضر منه ما أرجو به مفهوم: «من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدّين». ولي مدّة أشهر أصرف وقتي باستعمال ما عليه الزّهّاد، و أشتغل بما سنّه المشايخ لتزكية الأنفاس عملا بما قيل:

«من تشبّه بقوم فهو منهم»؛ و ها أنا أطمع في شمول بركاتهم متعلّلا بعسى و لعلّ، و كنت شرعت بقراءة «معالم التّنزيل»، و قد قاربت إتمامه، إلّا أني أرجو أن أختمه في الجنّة إن شاء اللّه تعالى، فلا تنسوني من صالح دعائكم، فإنّي أجد أعضائي فقدت قواها، و ليس إلّا رحمة اللّه سبحانه دواها).

فدعا له الحاضرون بالبركة في العمر.

قال: و في سنة اثنتين و ثلاثين و تسع مائة على خروجه من (جانپانير) ظهرت منه مخائل المستودع بفراق الأبد لها و لأهلها، و أكثر من أعمال البرّ فيها.

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست