responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 29

و في طريقه إلى (أحمدآباد)، و لمّا نزل بها كان يكثر من التردّد إلى المزارات المتبرّكة، و يكثر من الخير بها، و كان له حسن الظّنّ بالعلّامة (خرم خان)، فقال له يوما: نظرت فيما أوثر به أولي الاستحقاق من الإنفاق فإذا أنا بين إفراط في صرف بيت المال و تفريط في منع أهله، فلم أدر إذا سئلت عنهما بما أجيب.

و في آخر أيّامه- و كان يوم الجمعة- قام إلى المحل و اضطجع إلى أن زالت الشّمس، فاستدعى بالماء و توضّأ و صلّى ركعتي الوضوء، و قام من مصلّاه إلى بيت الحرم، و اجتمعت النّسوة عليه آيسات باكيات يندبن أنفسهن حزنا على فراق لا اجتماع بعده، فأمرهنّ بالصّبر المؤذن بالأجر، و فرّق عليهنّ مالا، ثمّ ودّعهن و استودعهن اللّه سبحانه، و خرج و جلس ساعة، ثمّ استدنى منه راجه محمّد حسين المخاطب بأشجع الملك و قال له: قد رفع اللّه قدرك بالعلم و له و هي آخر خدمتك لي، أريدك تحضر وفاتي و تقرأ عليّ سورة يس، و تغسلني بيدك و تسامحني فيه، فامتن بما أهّله به و فدّاه و دعا له، ثمّ و قد سمع أذانا قال: أ هو في الوقت؟ فأجاب أسد الملك: هذا أذان الاستدعاء لاستعداد صلاة الجمعة و يكون في العادة قبل الوقت، فقال: أمّا صلاة الظّهر فأصليها عندكم، و أمّا صلاة العصر فعند ربّي في الجنّة إن شاء اللّه تعالى، ثمّ أذن للحاضرين في صلاة الجمعة و استدعى مصلّاه و صلّى، و دعا اللّه سبحانه بوجه مقبل عليه و قلب منيب إليه، دعاء من هو مفارق للقصر مشرف على القبر، ثمّ كان آخر دعائه: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ‌ و قام من مصلّاه و هو يقول: أستودعك اللّه- و اضطجع على سريره و هو مجتمع الحواس، و وجهه يلتفت إلى القبلة، و قال: (لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه)، و فاضت نفسه و الخطيب على المنبر يدعو له؛ و في ذلك عبرة لمن ألقى السّمع و هو شهيد.

و كان ذلك في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين و ثلاثين و تسع مائة و حمل تابوته إلى (سركيج) و دفن عند والده. طيّب اللّه ثراه. [1]


[1] نزهة الخواطر و بهجة المسامع و النّواظر، ج 4/ 355. ملخّصا.

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست