و بقوله تعالى في حقّ الأنصار: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، إلى آخر السّورة.
[سورة الصّف 61/ 10- 11].
ثمّ أوجب اللّه/ ذلك على نبيّه (صلى اللّه عليه و سلم) بقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ الآية [1] [سورة التّوبة 9/ 73].
[1] قلت: قال أبو شهبة- (رحمه اللّه)- و من الأكاذيب الّتي يردّدها أعداء الإسلام و المسلمين أنّ الإسلام قام على السّيف، و أنّه لم يدخل فيه معتنقوه بطريقة الطّواعية و الاختيار، و إنّما دخلوا فيه بالقهر و الإكراه، و قد اتّخذوا من تشريع الجهاد وسيلة لهذا التّجنّي الكاذب الآثم، و شتّان ما بين تشريع الجهاد و إكراه النّاس على الإسلام. و هذه الدّعوى الباطلة الظّالمة كثيرا ما يردّدها المبشّرون و المستشرقون، و إنّما الجهاد كان لحكم سامية و أغراض شريفة. (السّيرة النّبويّة، ج 2/ 90- 102).
و إني أنصح القارئ بالعودة إلى كتاب أبي شهبة حيث أفاض في الرّدّ على هذه الفرية الكبرى.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 262