نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 197
[خروج النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الطّائف]
و في هذه السّنة و هي العاشرة: خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى (الطّائف)، إلى ثقيف، و أقام فيهم شهرا يدعوهم إلى اللّه، و سألهم أن يمنعوه، فردّوا عليه قوله، و استهزءوا به، فسألهم أن يكتموا عنه لئلّا تشمت به/ قريش، فلم يفعلوا.
فلمّا انصرف عنهم أغروا به سفهاءهم يصيحون خلفه و يسبّونه، حتّى اجتمعوا عليه، و ألجؤوه إلى حائط [1]، فاشتدّ كربه لذلك (صلى اللّه عليه و سلم) و دعا حينئذ بدعاء الكرب: «لا إله إلّا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلّا اللّه ربّ العرش العظيم، لا إله إلّا اللّه ربّ السّماوات و ربّ الأرض، ربّ العرش الكريم»، ثمّ قال:
«اللّهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، و قلّة حيلتي، و هواني على النّاس يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، و أنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمني [2]، أم إلى عدوّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، و لكنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، و صلح عليه أمر الدّنيا و الآخرة [من] أن تنزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى [3] حتّى ترضى، و لا حول و لا قوّة إلّا بك».
فنزل عليه جبريل (عليه السّلام)، و قال: إنّ اللّه قد سمع قولك و سمع قولهم، و ما ردّوا عليك، و قد بعث اللّه إليك ملك الجبال، لتأمره فيهم بما شئت، فقال: «بل أرجو أن يخرج اللّه من أصلابهم