نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 196
قوله، و أسلم مكانه، فقال له النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتّى يأتيك أمري».
و في رواية مسلم: فقال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «إنّي قد وجّهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلّا يثرب».
فقال: و الّذي بعثك بالحقّ، لأصرخنّ بها بين أظهرهم، فخرج حتّى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، فقام القوم فضربوه حتّى أضجعوه، فأتى العبّاس فأكبّ عليه، ثمّ قال: ويحكم: أ لستم تعلمون أنّه من غفار، و أنّ طريق تجاركم عليهم، فأنقذه منهم، ثمّ عاد لمثلها من الغد، فبادروا إليه فضربوه، فأكبّ عليه العبّاس فأنقذه منهم. هذا لفظ البخاريّ [1].
زاد مسلم في روايته عنه: قال: فأتيت أخي أنيسا فقال:
ما صنعت؟ قلت: إنّي قد أسلمت و صدّقت، فقال: ما بي رغبة عن دينك، فإنّي أيضا أسلمت و صدّقت. قال: فأتينا أمّنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإنّي قد أسلمت و صدّقت، فأتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم، و قال نصفهم: إذا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) (المدينة) قدمنا إليه فأسلمنا، فلمّا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) (المدينة) أسلم نصفهم الباقي، و جاءت أسلم، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا أسلمنا على ما أسلم عليه إخواننا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «غفار غفر اللّه لها، و أسلم سالمها اللّه» [2].