و روى البخاريّ و مسلم في «صحيحيهما»، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: سألت رسول (صلى اللّه عليه و سلم) هل أتى عليك يوم أشدّ عليك من يوم (أحد)؟ قال: «لقد لقيت من قومك [ما لقيت] [2]، و كان أشدّ ما لقيت منهم [يوم العقبة]، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل- أي: بتحتيّة مكرّرة- ابن عبد كلال- أي: بالضّم- فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت، و أنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا و أنا ب (قرن الثّعالب) [3]، فرفعت رأسي، و إذا سحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل (عليه السّلام)، فناداني و قال:
إنّ اللّه قد سمع قول قومك لك، و ما ردّوا عليك، و قد بعث اللّه إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلّم عليّ، ثمّ قال:/ يا محمّد، إنّ اللّه قد سمع قول قومك، و أنا ملك الجبال، و قد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟» أي: جبلي
[1] أورده الهيثميّ في «مجمع الزّوائد»، ج 6/ 35. و أخرج مسلم برقم (1795/ 111) بعضه. عن عائشة رضي اللّه عنها.
[2] لقد لقيت من قومك: قال صاحب السّيرة الحلبيّة، ج 1/ 357: أي:
أهل ثقيف كما هو المتبادر. ثمّ رأيت الحافظ ابن حجر قال: المراد بقوم عائشة في قوله: «لقد لقيت من قومك»: قريش لا أهل الطّائف الّذين هم ثقيف، لأنّهم كانوا السّبب الحامل على ذهابه (صلى اللّه عليه و سلم) لثقيف، و لأنّ ثقيفا ليسوا قوم عائشة رضي اللّه عنها. (انظر الجامع في السّيرة النّبويّة، ج 1/ 514).
[3] قرن الثّعالب: اسم موضع قرب مكّة. و أصل القرن: كلّ جبل صغير منقطع من جبل كبير. و لعلّه سمّي بذلك لكثرة الثّعالب فيه.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 198