responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 436

فلما دنا تناول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الحربة من الحارث بن الصمة يقول بعض القوم فلما أخذها رسول اللّه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء من ظهر البعير اذا انتفض بها ثم استقبله فطعنه فى عتقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا و كان أبى بن خلف يلقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة فيقول يا محمد ان عندى العود فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أنا أقتلك ان شاء اللّه تعالى فلما رجع الى قريش و قد خدشه فى عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم قال قتلنى و اللّه محمد قالوا له ذهب و اللّه فؤادك و اللّه ان بك من بأس قال انه قد كان قال لى بمكة أنا أقتلك فو اللّه لو بصق علىّ لقتلنى فمات عدوّ اللّه بسرف و هم قافلون به الى مكة رواه البيهقي و أبو نعيم و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فيما قاله يومئذ اشتدّ غضب اللّه على رجل قتله رسول اللّه فسحقا لاصحاب السعير و فى رواية أو قتل رسول اللّه قال الواقدى و كان عبد اللّه بن عمر يقول مات أبى بن خلف ببطن رابغ فانى لا سير ببطن رابغ بعد هوى من الليل اذ نار تأجج لى فهبتها فاذا رجل يخرج منها فى سلسلة يجتذبها يصيح العطش فاذا رجل يقول لا تسقه فان هذا قتيل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبى بن خلف رواه البيهقي* و فى الشفاء لما طلع أبى بن خلف اعترضه رجال من المسلمين قال النبيّ هكذا خلوا سبيله و فى رواية اشتدّ عليه الزبير و معه حربة قال (صلى اللّه عليه و سلم) دعه فلما دنا منه أخذ الحربة من الزبير و فى رواية من طلحة بن عبيد اللّه و فى رواية من سهل بن حنيف و شدّ عليه فطعنه بها فدق ترقوته و خرّ صريعا و أدركه المشركون و ارتثوه و فى رواية رماه بها و ضرب تحت ابطه و كسر ضلعا من اضلاعه فرجع الى قريش يركض فرسه حتى بلغ قومه و هو يخور كخوار الثور و يقول قتلنى محمد و يقول أصحابه ليس عليك بأس قال بلى لو كانت هذه الطعنة بربيعة و مضر لقتلتهم* و فى رواية لو كان ما بى بجميع الناس لقتلهم* و فى رواية قال له أبو سفيان ويلك ما بك الاخدشة قال ويلك يا ابن حرب ما تعلم من ضربها أما ضربها محمد و انه قد قال لى سأقتلك فعلمت انه قاتلى و لا أنجو منه و لو بصق علىّ بعد تلك المقالة لقتلنى و انى لاجد من هذه الطعنة ألما و اللات و العزى لو قسم على جميع أهل الحجاز لهلكوا و كان يصرخ و يخور حتى مات بسرف أو بمر الظهران على أميال من مكة كذا فى الشفاء و معالم التنزيل و فى الينابيع و لما نادى ابليس ثلاث مرّات ألا ان محمدا قد قتل سمعوا صوته فى جوانب العسكر فبلغ الصوت أبا بكر و عمرو عليا فنسوا ما بهم من جراحاتهم و بكوا حتى أتاهم رجل فرآهم جلوسا محزونين فقال لهم ما لكم قالوا سمعنا خبر قتل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فتحيرنا فقال الرجل انى مررت الآن على القتلى فنظرت إليهم فرأيت النبيّ فى موضع كذا حيا سالما يتهلل وجهه كالقمر ليلة البدر فقاموا إليه مع الجراحات و اجتمعوا لديه و رفعوه من مكانه فاعتنق عليا و وضع يده على منكبه حتى ركبوه على فرسه مرّة اخرى فلما رأى المشركون انه حىّ حملوا عليه فاعترضهم سماك بن خرشة و حمل عليهم حتى هزمهم و فرّقهم* و فى صح السحابة أفرد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم أحد فى سبعة من الانصار و رجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردّهم عنا و له الجنة أو هو رفيقى فى الجنة فتقدّم رجل من الانصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا فقال من يردّهم عنا و له الجنة أو هو رفيقى فى الجنة فتقدّم رجل من الانصار فقاتل حتى قتل فلم يزالوا كذلك حتى قتل سبعة فقال رسول اللّه لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا* قوله أفرد أى أفرز و عزل و نحى عن الجمع و قوله رهقوه أى دنوا منه و كان سلمان جعل نفسه وقاية له من وراء ظهره من سهام الكفار و أذاهم و يقول نفسى فداء لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و العباس بن عبد المطلب ممسك بعنان فرسه يقوده و على بن أبى طالب مع‌

انه مجروح مكسور اليد حمل على الكفار فهزمهم فجاء جبريل و قال يا محمد من ذا الذي بارز الكفار آنفا فان اللّه‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست