responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 312

القاصرة يقال اذا كان لشخص بعد عن شي‌ء و لا بعد ثمة (فتدلى) يقال اذا كان مكان و لا مكان ثمة (فكان) عبارة عن الزمان و لا عبارة و لا زمان ثمة (قاب قوسين) اشارة الى المقدار و لا اشارة و لا مقدار ثمة (أو) كلمة شك و لا شك ثمة (أدنى) مبالغة فى أن قرب شخص أقرب من الآخر و لا أدنى معه ثمة فان العبارة و الافهام قاصرة من ادراك تقرير ذلك و لم يعبر أهل المعرفة عن ذلك المقام الا بهذا المقدار دنا عبدا فتدلى فردا دنا مكيا فتدلى ملكيا دنا قرشيا فتدلى عرشيا دنا مجاهدا فتدلى مشاهدا دنا طالبا فتدلى و اصلا دنا و معه الرحمة فتدلى و معه المرحمة دنا افتقارا فتدلى افتخارا دنا مناديا فتدلى مناجيا دنا مادحا فتدلى ممدوحا دنا شاكرا فتدلى مشكورا و قيل أحدهما صفة اللّه و الاخرى صفة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) و معناه كان هو يتقرّب الى اللّه و اللّه يقربه و كان هو يتكلم و اللّه يسمعه و كان هو يسأله و اللّه يعطيه و كان هو يشفع و اللّه يشفعه فكان قاب قوسين أو أدنى كناية عن تأكيد القرية و تقرير المحبة و بسبب التقريب الى الفهم أدّى فى صورة التمثيل و هذا مقام ليس فوقه مقام و للسالكين من الامّة المرحومة المحمدية من هذا المقام نصيب كما ورد بيانه فى الحديث القدسى لا يزال عبدى يتقرب الىّ بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشى بها و لهذا كان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) اذا ضجر و ضاق صدره عن الخلق يقول أرحنا يا بلال و يقول جعلت قرّة عينى فى الصلاة و لذا قيل الصلاة معراج المؤمن كذا فى روضة الاحباب* و اختلف فى مناجاته تعالى و كلامه مع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقوله تعالى فأوحى الى عبده ما أوحى الى ما تضمنته الاحاديث فأكثر المفسرين على أن الموحى اللّه الى جبريل و جبريل الى محمد* و ذكر عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال أوحى اللّه إليه بلا واسطة و نحوه عن الواسطى و على هذا ذهب بعض المتكلمين الى أن محمدا (صلى اللّه عليه و سلم) كلم ربه فى الاسراء و حكى عن الاشعرى و عن ابن مسعود و ذكر النقاش عن ابن عباس فى قصة الاسراء عنه (صلى اللّه عليه و سلم) فى قوله دنا فتدلى قال فارقنى جبريل فانقطعت الاصوات عنى فسمعت كلام ربى و هو يقول ليهدأ روعك يا محمد أدن أدن و فى قوله تعالى و ما كان لبشر أن يكلمه اللّه الآية قالوا هى على ثلاثة أقسام من وراء حجاب كتكليم موسى و بارسال الملائكة كحال جميع الأنبياء و أكثر أحوال نبينا عليه و (عليهم السلام)* الثالث قوله وحيا و لم يبق من أقسام الكلام الا المشافهة مع المشاهدة ثم انه تعالى أخفى من الخلق كل ما نسب إليه فى تلك الليلة اشارة الى أنه حبيبه الخاص فقال فى حال مشاهدته لسدرة المنتهى اذ يغشى السدرة ما يغشى و فى الآيات التي أراه لقد رأى من آيات ربه الكبرى و فى التكلم معه فأوحى الى عبده ما أوحى أى أوحى الى عبده محمد فى ذلك المقام* و للعلماء فى بيان ما أوحى خلاف قال بعضهم و هم أهل الاحتياط الاقرب الى الصواب أن لا يعين لانه لو كانت الحكمة و المصلحة فى اظهاره و تعيينه لما أبهمه و قال الآخرون لا بأس بذكر ما بلغنا فى خبر أو أثر أو من جهة الاستدلال و الاستنباط و من ذلك ما ورد فى حديث صحيح ثلاثة أشياء أحدها فريضة الصلوات الخمس و هذا دليل على أن أفضل الاعمال الصلوات الخمس لانها فرضت فى ليلة المعراج بغير واسطة جبريل و الثانى خواتيم سورة البقرة و الثالث أن يغفر لامّة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) كل الذنوب غير الشرك* و ورد فى حديث آخر رأيت ربى فى أحسن صورة أى صفة فقال فيم يختصم الملأ الا على يا محمد قلت أنت أعلم أى رب فتجلى لى بالتجلى الخاص الذي عبر عنه (صلى اللّه عليه و سلم) بهذه العبارة فوضع كفه بين كتفىّ فوجدت بردها بين ثديىّ فعلمت ما فى السماء و الارض ثم قال فيم يختصم الملأ الاعلى يا محمد قلت فى الكفارات و الدرجات قال و ما الكفارات قلت المشى على الاقدام الى الجماعات و الجلوس فى المساجد خلف الصلوات و ابلاغ الوضوء أماكنه فى المكاره من يفعل ذلك‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست