responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 311

للكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك و لا يعودون إليه هكذا فى الصحيحين و غيرهما من كتب الاحاديث يذكر البيت المعمور بعد سدرة المنتهى و أما فى الكشاف و غيره من كتب التفاسير فالبيت المعمور الضراح فى السماء الرابعة حيال الكعبة و قيل فى الاولى و قيل فى السادسة و لمسلم فى صحيحه بعد صعوده الى السماء السابعة رأى فيها ابراهيم مسند اظهره الى البيت المعمور و سلم على كل منهم اذا رآه و هو يردّ ثم يقول مرحبا بالاخ الصالح و النبيّ الصالح الا آدم و ابراهيم فانهما قالا بالابن الصالح كما مرّ فى السماء الدنيا* و فى رواية عن طريق ابن عباس ثم عرج به حتى ظهر مستوى يسمع فيه صريف الاقلام ثم أتى باناء من خمر و اناء من عسل و اناء من لبن فأخذ اللبن فقال جبريل هى الفطرة التي أنت عليها و أمتك* و فى رواية بعد استصعاب البراق فركبها حتى أتى الحجاب الذي يلى الرحمن تعالى فبينا هو كذلك اذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يا جبريل من هذا قال و الذي بعثك بالحق انى لا قرب الخلق مكانا و ان هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتى هذه و لما جاوز سدرة المنتهى قال له جبريل تقدّم يا محمد فقال له النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) تقدّم أنت يا جبريل أو كما قال قال جبريل يا محمد تقدّم فانك أكرم على اللّه منى فتقدّم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و جبريل على أثره حتى بلغه الى حجاب منسوج بالذهب فحركه جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل و من معه قال محمد قال ملك من وراء الحجاب اللّه أكبر اللّه أكبر قيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا أكبر أنا أكبر فقال ملك أشهد أن لا إله الا اللّه فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا اللّه لا إله الا أنا فقال ملك أشهد أن محمدا رسول اللّه فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا أرسلت محمدا فقال ملك حىّ على الصلاة حىّ على الفلاح فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى دعا الىّ عبدى فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فرفعه فتخلف جبريل عنه هناك* و فى رواية فما زال يقطع مقاما بعد مقام و حجابا بعد حجاب حتى انتهى الى مقام تخلف عنه فيه جبريل فقال يا جبريل لم تخلفت عنى قال يا محمد و ما منا الا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت و فى هذه الليلة بسبب احترامك وصلت الى هذا المقام و الا فمقامى المعهود عند السدرة فمضى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) وحده و كان يقطع الحجب الظلمانية حتى جاوز سبعين ألف حجاب غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة سنة و ما بين كل حجاب أيضا مسيرة خمسمائة سنة فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف أخضر غلب نوره على نور الشمس فرفع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على ذلك الرفرف و ذهب به الى قرب العرش* و فى رواية كان يقال له ادن منى ادن منى حتى قيل له فى تلك الليلة ألف مرة يا محمد ادن منى ففى كل مرة منها كان يترقى حتى بلغ مرتبة دنا و منها ترقى الى مرتبة فتدلى و منها ترقى حتى وصل الى منزله قاب قوسين أو أدنى كما قال تعالى ثم دنا أى دنا محمد الى ربه تعالى أى قرب بالمنزلة و المرتبة لا بالمكان فانه تعالى منزه عنه و انما هو قرب المنزلة و الدرجة و الكرامة و الرأفة فتدلى أى سجد له تعالى لانه كان قد وجد تلك المرتبة بالخدمة فزاد فى الخدمة و فى السجدة عدة القرب و لهذا قال (صلى اللّه عليه و سلم) أقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون ساجدا قال بعض أهل التحقيق ثم دنا اشارة الى مقام نفسه الزكية فتدلى اشارة الى مقام قلبه المطهر فكان قاب قوسين اشارة الى مقام روحه الطيب أو أدنى اشارة الى مقام سرّه المنوّر نفسه فى مقام الخدمة و قلبه فى مقام المحبة و روحه فى مقام القربة و سرّه فى مقام المشاهدة حياة نفسه بالخدمة و صفاء قلبه بالمحبة و بقاء روحه بالقربة و غذاء سرّه بالمشاهدة لو نظرت نفسه الى وجوده لبقيت بلا خدمة و لو نظر قلبه الى نفسه لبقى بلا محبة و لو نظرت روحه الى قلبه لبقى بلا قربة و لو نظر سرّه الى روحه لبقى بلا مشاهدة و سئل أبو الحسين النورى عن معنى هذه الآية أجاب بأنه لم يسعه جبريل فمن النورى ثم قال‌

(دنا) فى الافهام‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست