نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 650
و بالّذي قالوه إذ لم يرهقا* * * تداركته رحمة فأشفقا
ل (أخبر) على فاعله الذي هو (بارئ) أي: خالق (النسم) و البارئ من أسمائه تعالى البالغة مائة إلّا واحدا، من أحصاها .. دخل الجنة، و النسم، بتشديد النون المفتوحة، جمع نسمة: الإنسان.
و المعنى: أنّه بينما تتحدث الأنصار بعضها مع بعض في شأن سكنى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ببلده التي فتحها اليوم، و قومه الذين تربّى بينهم، و نشأ فيهم، إذ جاءه الوحي بما تحدثوا به، و المخبر به هو (بقولهم) فهو يتعلق بقوله:
(أخبر) و الضمير المضاف إليه عائد للأنصار المعلومين من المقام (يسكن بعدها) أي: بعد هذه الغزوة (الحرم) أي:
مكة؛ لأنّها مسقط رأسه.
(و) أخبره بارئ النسم أيضا (بالذي) أي: بالقول الذي (قالوه) أي: الأنصار؛ ضنا برسوله (صلى اللّه عليه و سلم) (إذ لم يرهقا) أي: لم يدخل الإرهاق و الكلفة على قومه، و مقول قولهم: (تداركته) أي: الرسول الأعظم (رحمة) في عشيرته، و رغبة في قريته (فأشفقا) عليهم، و أطلقهم من الأسر، و قال لهم: «أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر اللّه لكم، و هو أرحم الرّاحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء».
و هذا مأخوذ ممّا رواه مسلم و غيره عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) لمّا فرغ من طوافه .. أتى
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 650