نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 9 صفحه : 110
بلال من مولدي السراة، و كانت أمه حمامة سبية، تلقب بسكينة، و أسلم قديما في أول ما دعي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، و يقال: إنه كان الثالث في الإسلام، و كان لأمية ابن خلف، و كان أمية بن خلف يخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت، فيلقيه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتوضع على صدره، و يقول:
و اللَّه لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد، فيقول: أحد أحد، و يضع أمية بن خلف في عنقه حبلا، و يأمر الصبيان فيجرونه، فمر به أبو بكر رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه، و هو يعذبه، فقال له: يا أمية! أما تتقى اللَّه في هذا المسكين؟ فقال: أنت أفسدته، فأنقذه.
و كان بلالا تربا لأبى بكر رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه، و أحد من دعاه أبو بكر إلى الإسلام، فقال أبو بكر: عندي غلام أسود أجلد منه و أقوى، و هو على دينك، فأعطيك إياه ثمنا لبلال، قال: قد قبلت، فأعطاه ذلك الغلام، و أخذ بلالا فأعتقه.
و قال معمر عن قتادة: إن عمرو بن العاص قال: مررت ببلال و هو يعذب، و لو أنه بضعة لحم وضعت لنضجت، و هو [يقول]: أنا كافر باللات و العزى، و أمية يغاظ عليه، فيزيده عذابا فيقبل عليه، فيدعث حلقه، فيغشى عليه، ثم يفيق.
و ذكر الواقدي أن حسان بن ثابت رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه قال:
حججت، أو قال: اعتمرت، فرأيت بلالا في حبل طويل، يمده الصبيان، معه عامر بن فهيرة و هو يقول: أحد أحد، أنا كافر باللات، و العزى، و هبل، و إساف، و نائلة، فأضجعه أمية في الرمضاء. و قتل بلال أمية بن خلف يوم بدر، فقال أبو بكر:
هنيئا زادك الرحمن عزا* * * لقد أدركت ثأرك يا بلال
[توفى سنة عشرين، و قيل غير ذلك، و كانت وفاته بدمشق].
[ ()] لبلال يوم مات بضع و ستون سنة، (طبقات ابن سعد): 3/ 232، 7/ 385، (حلية الأولياء):