responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 69

(صلى اللَّه عليه و سلم) في حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي و ركبت فرسي، فأتيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو في فسطاطه فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه و رحمة اللَّه و بركاته، قد حان الرواح يا رسول اللَّه، قال: أجل، ثم قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): يا بلال، فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طير فقال: لبيك و سعديك و أنا فداؤك، قال: أسرج لي فرسي فأتاه برفّتين من ليف ليس فيهما أشر و لا بطر.

قال: فركب فرسه ثم سرنا يومنا، فلقينا العدو و تشامّت الخيلان، فقاتلناهم فولى المسلمون مدبرين، كما قال اللَّه عزّ و جلّ، قال: فجعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول:

يا عباد اللَّه! أنا عبد اللَّه و رسوله، يا أيها الناس! إني أنا عبد اللَّه و رسوله، و اقتحم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عن فرسه.

و حدّث من كان أقرب إليه مني أنه أخذ حفنة من تراب فحثى بها في وجوه القوم و قال: شاهت الوجوه، قال يعلي [1] بن عطاء: فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم [2] أنهم قالوا: ما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه و فمه من التراب، و سمعنا صلصلة من السماء كمرّ الحديد على الطست الحديد، فهزمهم اللَّه عزّ و جلّ [3].

و لأحمد، من حديث عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحارث بن حصين، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن مسعود: كنت مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يوم حنين، فولى عنه الناس و بقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين و الأنصار فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما، و لم نولهم الدبر، و هم الذين أنزل اللَّه عليهم السكينة، قال: و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على بغلته يمضي قدما، فحادت بغلته فمال عن السرج فقلت: ارتفع رفعك اللَّه، فقال: ناولني كفا من تراب، فناولته، فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا، ثم قال: أين المهاجرون‌


[1] في (خ): «يحيى».

[2] في (خ): «عن نسائهم».

[3] (دلائل البيهقي): 5/ 141، باب رمي النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) وجوه الكفار و الرعب الّذي ألقي في قلوبهم، و نزول الملائكة، و ما ظهر في كل واحد من هذه الأنواع من آثار النبوة، (مسند أحمد): 6/ 387، حديث رقم (21961).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست