responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 81

و حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحرث قال: دخلت مع أبي على فاطمة بنت المنذر فحدثتنا أحاديث، و كان فيما حدثت أن قالت أسماء بنت أبي بكر رضي اللَّه عنها تقول: لما قدم أصحاب الفيل بالفيل و أصابهم ما أصابهم، دخل سائقه و قائده مكة، فلم يزالا بها حتى رأيتهما قبل أن ينبأ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أعميين مقعدين يستطعمان الناس، يكونان حيث يذبح المشركون ذبائحهم، فقال لها: أي أين كانوا يذبحون؟ قالت: على إساف و نائله [1].

و قد ذكر محمد بن إسحاق أن سبب غزو أبرهة البيت أنه بني القلّيس بصنعاء، فبني كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشي‌ء من الأرض، ثم كتب إلى النجاشي ملك الحبشة: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبق مثلها لمن كان قبلك، و لست بمنته حتى أصرف إليها حاج العرب، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة غضب رجل [من‌] [2] النّسأة (أحد بني فقيم بن علي بن عامر بن ثعلبة بن الحرث بن مالك ابن كنانة بن خزيمة) فخرج حتى أتى القليس فقعد فيها (يعني سلح) [3]، ثم خرج فلحق بأرضه فأخبر أبرهة بذلك فقال: من صنع هذا؟ فقيل له: صنع هذا رجل من العرب أهل هذا البيت الّذي يحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك: «أصرف إليه حاج العرب»، غضب فجاء فقعد فيها، أي لست لذلك بأهل.

فغضب عند ذلك أبرهة، و حلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه، و تجهزت ثم أمر الحبشة فتهيأت ثم ساروا، و خرج معه بالفيل، و سمعت بذلك العرب فأعظموه و فظعوا به، و رأوا جهاده حقا عليهم لما رأوا أنه يريد هدم الكعبة بيت اللَّه الحرام.

فخرج إليه رجل كان من أشراف أهل اليمن و ملوكهم يقال له: ذو نفر فدعا قومه و من أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة و جهاده عن بيت اللَّه، فأجابه‌


[1] (المرجع السابق): 176، (تفسير ابن كثير): 4/ 590، و قال: كان اسم قائد الفيل [أنيسا].

[2] زيادة للسياق، و النسأة: جمع ناسئ، و هم الذين كانوا ينسئون الشهور، أي يؤخرون حرمة أحد الأشهر الحرم، و قد سبق شرح ذلك.

[3] سلح: من السّلاح، و هو النّجو، [و هو الغائط]، (ترتيب القاموس): 2/ 592، (دلائل أبي نعيم): 1/ 151، قال أبو نعيم: «فقعد فيها أي تغوّط فيها).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست