نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 80
ابن يسار قال: حدثني من كلّم قائد الفيل و سائسه قال لهما: أخبراني خبر الفيل.
قالا: أقبلنا و هو فيل الملك النجاشي الأكبر، لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم، فاخترت أنا و صاحبي هذا لجلدنا و حرفتنا بسياسة الفيل، قال: فلما دنونا من الحرم جعلنا كلما وجهناه إلى الحرم يربض، فتارة نضربه فينهض، و تارة نضربه حين برك ثم نتركه، فلما أتينا إلى المغمّس ربض فلم يقم، و طلع العذاب.
فقلت: نجا غيركما؟ قالا: نعم، ليس كلهم أصاب العذاب، و ولى أبرهة و من تبعه يريد بلاده، كلما دخلوا أرضا وقع منه عضو، حتى انتهى إلى بلاد خثعم و ليس عليه غير رأسه فمات.
و حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: أفلت نفيل و الحميري. قال الواقدي: و سمعت أنه لما ولى أبرهة مدبرا جعل نفيل يقول:
أين المفر و الإله الطالب* * * و الأشرم المغلوب ليس الغالب [1]
و ذكر ابن الكلبي في (الجمهرة) أن ضبّة و عمرا و حميسا أبناء أدّ بن طائحة ابن إلياس بن مضر شهدوا الفيل فهلكوا، و أفلت منهم ستون رجلا، إذا ولد مولود مات منهم رجل.
قال الواقدي: و حدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: لما رد اللَّه الحبشة عن البيت أعظمت قريشا و قالوا: هؤلاء أهل اللَّه لما كفاهم مؤنة عددهم، و جعلوا يقولون في ذلك الأشعار، و خرجت الحبشة يسقطون في كل طريق و يهلكون في كل منهل.
و أصيب أبرهة في جسده، و خرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة اتبعتها مدة و دم و قيح، حتى قدموا صنعاء و هو مثل فرخ طير، فمات حين انصدع صدره عن قلبه فيما يقولون [2].
[1] (دلائل أبي نعيم): 1/ 150، (سيرة ابن هشام): 1/ 172، و قال ابن هشام: قوله: «ليس الغالب» عن غير ابن إسحاق.