responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 77

قال: و لما نزل المغمّس جاء مكة أول من جاء بنزوله ابو قحافة و معمر بن عثمان و عمير بن جدعان، كانوا في إبل عبد اللَّه بن جدعان هناك، فأخبروا الناس، فحف الناس و لحقوا برءوس الجبال و بالشعاب و بطون الأودية.

قال الواقدي: و حدثني سيف بن سليمان قال: سمعت مجاهدا يقول: لما ولّى عبد المطلب من عند أبرهة منصرفا، أمر أبرهة أصحابه بالتهيؤ و التعبئة لإقحامهم الحرم، فعبئوا كتيبة القتال، و صفوا الصفوف، و قدّموا الفيلة كما كانوا يصنعون في الحروب، و قدم صاحب مقدمته الأسود بن مفصود، و وقف أبرهة كما كان يقوم في الحروب، معه وجوه أصحابه قد حفوا به من وجوه الحبشة و العرب ممن قد سار به، و قد أخذت صفوف أقطار الأرض بعضها خلف بعض.

و كان الفيل إذا حملوا لم يسر و يحرن كحران الدابة و يكرّ كرّ الناس، حتى بلغ أبرهة ذلك، فجاء و هو في أصحابه حتى وقف على دابته فجعل يصيح بسائس الفيل فيضربه، فإذا ألح عليه ربض و صخّ [1]، فينخس بالرمح و لا ينثني.

قال: و حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن زهير عن أبيه، عن عبد اللَّه بن خراش الكعبي عن أبيه قال: أقبل عبد المطلب يومئذ و أقبل أصحاب الفيل، فلما رأى عبد المطلب ما هموا به سار سريعا على فرسه حتى أوفى على حراء، و معه عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم و مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، و مسعود بن عمرو الثقفي، ينظرون كلما حمل الحبشة الفيل على الحرم ربض، فيقبل الحبشة بحرابهم و رماحهم و عصيهم يطعنونه بها فيقوم، فإذا حملوه على الحرم برك و صاح، و إذا وجهوه من حيث جاء ولّى و له وجيف [2]، و أي وجه شاءوا طاوعهم ما لم يحملوه على الحرم.

قالوا: فبينا عبد المطلب و أصحابه على حراء- و هم يحملون الفيل على الحرم-


[1] صخّ الصوت الأذن يصخّها صخّا، و في حديث ابن الزبير و بناء الكعبة: فخاف الناس أن تصيبهم صاخّة من السماء، هي الصيحة التي تصخّ الأسماع، أي تقرعها و تصمها. قال ابن سيده: الصاخة صيحة تصخّ الأذن أي تطعنها فتصمها لشدّتها، و منه سميت القيامة الصاخة. (لسان العرب):

3/ 33، (النهاية): 3/ 14، و في (دلائل أبي نعيم): «برك و صاح».

[2] وجيف: اضطراب من سرعة المشي.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست