responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 236

و قال القاضي عياض: و معجزات نبينا أظهر من معجزات الرسل بوجهين:

أحدهما: [كثرتها] [1]، و أنه لم يؤت نبي معجزة إلا و عند نبينا مثلها أو ما هو أبلغ منها، أما كونها كثيرة فهذا القرآن و كله معجز، و أقل ما يقع الإعجاز فيه عند بعض أئمة المحققين سورة إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [2]، أو آية في قدرها، لقوله تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ [3] فهو أقل ما تحداهم به، و إذا كان هذا ففي القرآن من الكلمات نحو من سبعة و سبعين ألف كلمة و نيف، و عدد كلمات‌ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [2] عشر كلمات، فتجزأ القرآن على نسبة إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [2] أزيد من سبعة آلاف جزء، و كل واحد منها معجز في نفسه.

ثم إعجازه بوجهين: طريق بلاغته، و طريق نظمه، فصار في كل جزء من هذا العدد معجزتان، فتضاعف العدد من هذا الوجه، ثم فيه وجوه إعجاز أخر من الإخبار بعلوم الغيب، فقد يكون في السورة الواحدة من هذه التجزئة، الجزء عن أشياء من الغيب، كل جزء منها بنفسه معجز، فتضاعف العدد كرة أخرى.

ثم وجوه الإعجاز الأخرى توجب التضعيف، هذا في حق القرآن، و لا يكاد يأخذ العدد معجزاته، و لا يحوي الحصر ماهيته. ثم الأحاديث الواردة، و الأخبار الصادرة عنه (صلى اللَّه عليه و سلم) في هذه الأبواب، و عما دلّ على أمره بتبليغ [نحو] [1] من هذا.

الوجه الثاني: في وضوح معجزاته (صلى اللَّه عليه و سلم)، فإن معجزات الرسل كانت بقدر همم أهل زمانهم، و بحسب الفن الّذي سما فيه قرنه، ثم بين ذلك بمعنى ما تقدم ذكره، من غلبة السحر في زمان موسى، و الطب في أيام عيسى، و البلاغة في العرب الذين بعث اللَّه فيهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم).


[1] زيادة للسياق.

[2] الكوثر: 1.

[3] البقرة: 23.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست