responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 97

بمصر، و أزاحوا البربر عن بلاد المغرب و انتزعوها منهم و من القوط الجلالقة، فلم يتركوا نوعا من أنواع العذاب حتى أحلّوه بمن ذكرنا من الأمم، و هم سكان البسيطة و معظم الخليقة من البشر؟.

قلنا: هذا اعتراض من لم ترض نفسه بالحكمة، حتى غفل عن ترتيب حكمة الباري تعالى في مصنوعاته، و لم يعلم ما تعطيه حقائق الأشياء، و ذلك أن المحالّ إنما تقبل على قدر الاستعداد المهيأ فيها، و بيان ذلك أن اللَّه تعالى وصف كتابه العزيز بأنه هدى للناس، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ‌ [1]، و هذا عام مطّرد باعتبار القوة و الصلاحية، أي في قوته و صلاحيته أن يهدي جميع الناس، و هو عام مخصوص بمن لم يهتد باعتبار الفعل، إذ كثير من الناس لم يهتد به، ثم وصف تعالى كتابه بوصفين متضادين في وروده على الناس بحسب قبول قلوبهم له على قدر استعدادها، قال تعالى: وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً* فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ‌ [2]، و قال تعالى: وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [3]، و قال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [4]، فانظر- أعزك اللَّه- كيف كانت عين القرآن واحدة، و أثره في قلوب الناس مختلف، فيزيد المؤمن به إيمانا على إيمانه، و يزداد به الكافر كفرا على كفره حتى يموت كافرا، و انظر كيف تكون شفاء و رحمة لقوم و خسارا لآخرين، و كيف يهتدي به قوم و يكون عمى على قوم؟، و ذلك بحسب ما أعطاه اللَّه من الاستعداد و المهيأ للقبول، و قد كشف لنا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قناع هذا المعنى ببليغ بيانه:

فخرج البخاري [5] ..


[1] البقرة: 185.

[2] التوبة: 124، 125.

[3] الإسراء: 82.

[4] فصلت: 44.

[5] (فتح الباري): 1/ 232، كتاب العلم، باب (20) فضل من علم و علّم، حديث رقم (79).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست