responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 62

[ ()] أبي بكر في صلاته خلف النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و صلاة الناس خلفه، فإنه محمول على أنه كان مبلّغا فقط، كما سيأتي تقريره في أبواب الإمامة.

و استدلوا به أيضا على جواز صلاة المفترض خلف المتنفّل من جهة أن الملائكة ليسوا مكلفين بمثل ما كلف به الإنس، قاله ابن العربيّ و غيره.

و أجاب عياض باحتمال أن لا تكون تلك الصلاة كانت واجبة على النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حينئذ، و تعقبه بما تقدم من أنها كانت صبيحة ليلة فرض الصلاة، و أجاب باحتمال أن الوجوب عليه كان معلقا بالبيان، فلن يتحقق الوجوب إلا بعد تلك الصلاة.

قال: و أيضا لا نسلم أن جبريل كان متنفلا بل كانت تلك الصلاة- واجبة علي لأنه مكلف بتبليغها، فهي صلاة مفترض بفرض خلف مفترض بفرض آخر.

قوله: «بهذا أمرت»، بفتح المثناة على المشهور، و المعنى هذا الّذي أمرت به أن تصليه كل يوم و ليلة، و روي بالضم، أي هذا الّذي أمرت بتبليغه لك.

قوله: «كذلك كان بشير»، هو بفتح الموحّدة، بعدها معجمة بوزن فعيل، و هو تابعي جليل، ذكر في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و رآه. قال ابن عبد البر: هذا السياق منقطع عند جماعة من العلماء، لأن ابن شهاب لم يقل: حضرت مراجعة عروة لعمر، و عروة لم يقل: حدثني بشير، لكن الاعتبار عند الجمهور بثبوت اللقاء و المجالسة، لا بالصيغ.

و قال الكرماني: اعلم أن الحديث بهذا الطريق ليس متصل الإسناد، إذ لم يقل أبو مسعود:

«شاهدت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)»، و لا قال: «قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)». قلت: هذا لا يسمى منقطعا اصطلاحا، و إنما هو مرسل صحابي لأنه لم يدرك القصة، فاحتمل أن يكون سمع ذلك من النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، أو بلغه عنه بتليغ من شاهده أو سمعه كصحابي آخر. على أن رواية الليث عند المصنف تزيل الإشكال كله، و لفظه: «فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول»، فذكر الحديث.

و كذا سياق ابن شهاب، و ليس فيه التصريح بسماعه له من عروة، و ابن شهاب قد جرّب عليه التدليس، لكن وقع في رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب قال: «كنا مع عمر بن عبد العزيز»، فذكره. و في رواية شعيب عن الزهري: «سمعت عروة يحدث عمر بن عبد العزيز»، الحديث.

قال القرطبي: قول عروة إن جبريل نزل ليس فيه حجة واضحة على عمر بن عبد العزيز إذ لم يعين له الأوقات. قال: و غاية ما يتوهم عليه أن نبّهه و ذكّره بما كان يعرفه من تفاصيل الأوقات.

قال: و فيه بعد، لإنكار عمر على عروة حيث قال له: «اعلم ما تحدث يا عروة». قال: و ظاهر هذا الإنكار أنه لم يكن عنده علم من إمامة جبريل. قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كونه لم يكن عنده علم منها أن لا يكون عنده علم بتفاصيل الأوقات المذكورة من جهة العمل المستمر، لكن لم يكن يعرف أن أصله لم يكن بتبيين جبريل بالفعل، فلهذا استثبت فيه، و كأنه كان يرى أن لا مفاضلة بين أجزاء الوقت الواحد، و كذا يحمل عمل المغيرة و غيره من الصحابة، و لم أقف في شي‌ء من الروايات على جواب المغيرة لأبي مسعود، و الظاهر أنه رجع إليه و اللَّه أعلم ...

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست