responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 217

الحقيقة هو اللَّه تعالى القاهر، فأضاف ذلك إلى الرسول (عليه السلام)، إذ جرى ذلك على يده بتمكين اللَّه تعالى له، و تسليطه على من كذبه و جحده، و هذه بشارة قد تحقق صدقها فيه لظهور المسلمين و علوهم على من خالفهم، فتحققت الدلالة و للَّه الحمد.

و معنى الحاشر على ما روى الخبر: أنه الّذي يحشر الناس على قدمه، أي لا نبوة بعده، و أن شريعته قائمة ثابتة إلى قيام الساعة، اهتدى بها من اهتدى، أو ضلّ عنها من ضلّ.

و معنى نبي الرحمة مثل قوله: إنما أنا رحمة مهداة، فبعثته من اللَّه رحمة، هدى بها من شاء رحمته و هداه، و سمى كالمطر المسمى رحمة، لأن اللَّه يرحم عباده بالمطر فيسوق إليهم بالمطر الخيرات، و يوسع عليهم بها النبات و الأقوات، و لا يوجب هذا الاسم أن اللَّه رحم به كل المدعوين من عباده، و ذلك إنما يجري اللَّه على لسانه من الدعاء و البيان، و إن كان رحمة فصورته كعطية من قبلها فاز بنفعها، و من تركها و ردّها حرم نفعها و وجب عليه العقاب.

قال كاتبه و يؤيد هذا ما رواه البيهقي من حديث السعودي عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‌ [1]، قال: من آمن باللَّه و رسوله تمت له الرحمة في الدنيا و الآخرة، و من لم يؤمن باللَّه و رسوله عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من الخسف و المسخ و القذف، فتلك الرحمة في الدنيا.

قال أبو نعيم: و معنى نبي الرحمة: فهو إعلام منه يكون بعده و في زمانه من الحروب و الجهاد، و القتل و السبي. و معنى الرحمة في إرساله: أن اللَّه تعالى لم يعجل معجزته و دلائله كدلائل الماضين قبله من الأنبياء، و ذلك أن الماضين من الأمم كانوا يقترحون على أنبيائهم و يتحكمون عليهم بالآيات على حسب شهوتهم و اقتراحهم، فكان دأب اللَّه فيهم الاصطلام إذ لم يؤمنوا بها كقوله لما اقترحوا على عيسى المائدة:


[1] الأنبياء: 106.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست