نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 216
و أما أنّ أسماءه خير الأسماء
فقد تقدم أنه محمد و أحمد و الماحي و الحاشر و العاقب و الفاتح و الخاتم و المقفى و نبي التوبة، و نبي الملحمة، و نبي الرحمة [1].
قال أبو نعيم: و فيما تضمنه اسمه الماحي و الحاشر و نبي الرحمة و الملحمة من معان لطيفة، و فوائد جليلة، فإن الماحي إذا جرى على اللفظ المفسر في الخبر أن اللَّه يمحو به الكفر، كان ذلك دلالة و بشارة بكثرة الفتوح و انتشار ضياء الإسلام في الأرضيين و صفحتيها شرقا و غربا، و أن سلطان الإسلام يكون غالبا، و سلطان الكفر دارسا عافنا، و ذلك يرجع إلى معنى قوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ[2]، و ليس معنى المحو أن يحسم الكفر أصلا حتى لا يوجد في الأرض كافرا، بل معناه أن يكونوا مقهورين باعتلاء المسلمين عليهم، حتى تكون الأقضية و الأحكام و الحل و العقد للمسلمين دونهم، و أن الكفار مغمورون خاملون، خاملو الذكر ساقطو الصيت و الكلام، أما الذمة عقدت عليهم بصغار الجزية، و إما لخوفهم من سيوف الإسلام فيهم غزوا و جهادا، و هذا سائغ بين أهل اللسان و البيان، أن معنى المحو مرجعه إلى الخمول و الكتمان، و يريدون بالمحو سقوطه و خموله لظهور العالمين و القاهرين عليهم، و معنى المحو إن أضيف إليه (صلى اللَّه عليه و سلم) فلإجراء اللَّه ذلك على يديه، فأضيف إليه كما أن الهداية مضافة إليه (صلى اللَّه عليه و سلم) و الهادي هو اللَّه، فكذلك الماحي في
أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب (17) ما جاء في أسماء رسول اللَّه (صلى اللَّه
عليه و سلم)، و قول اللَّه عزّ و جلّ:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ [الفتح: 29]، و قوله: مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف: 6]، حديث رقم (3532)، قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «ولي خمسة أسماء: أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الّذي يمحو اللَّه بي الكفر، و أنا الحاشر الّذي يحشر الناس على قدمي، و أنا العاقب». (فتح الباري): 6/ 688، (المرجع السابق): 8/ 826، حديث رقم (4896 بنحوه.