نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 186
فبهذا و أمثاله انفرد بالسيادة الجامعة للسيادات كلها، و الشرف المحيط الأعم (صلى اللَّه عليه و سلم). و كان من رتبة الكمال الّذي اختص به (عليه السلام) في جميع أموره: الكمال في [العبوديّة] [1] فكان عبدا صرفا لم تقم بذاته ربانية على أحد، و هي التي أوجبت له السيادة، و هي الدليل على شهوده على الدوام، و قد قالت عائشة رضي اللَّه عنها:
«كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يذكر اللَّه على كل أحيانه»، و هو أمر يختص بباطن الإنسان و قوله، و قد يظهر خلاف ذلك بأفعاله مع تحققه بالمقام، فيلتبس على من لا معرفة له بالأحوال. و اللَّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
***
[ ()] جابر.
و استدل به صاحب (المبسوط) من الحنفية على إظهار كرامة الآدمي و قال: لأن الآدمي خلق من ماء و تراب، و قد ثبت أن كل منهما طهور، ففي ذلك بيان كرامته. قال محققه:
و حديث جابر، يغني عنه ما
رواه ابن ماجة، و ابن حبان، و الحاكم بإسناد حسن عن ابن عباس مرفوعا: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر»،
و ما
رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة: «أن رجلا أعمى سأل النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أن يصلي في بيته، فقال له النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب»،
و هذا في الفرائض كما هو معلوم، أما النافلة فلا تختص بالمسجد بل هي في البيت أفضل، إلا ما للشرع دليل على استثنائه. و اللَّه تعالى أعلم. (فتح الباري):