نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 185
[ ()] شعيب: «فهي لكم و لمن شهد أن لا إله إلا اللَّه»،
و الظاهر أن المراد بالشفاعة المختصّة في هذا الحديث إخراج من ليس له عمل صالح إلا التوحيد، و هو مختص أيضا بالشفاعة الأولى، لكن جاء التنويه بذكر هذه لأنها غاية المطلوب من تلك لاقتضائها الراحة المستمرة.
و قد ثبتت هذه الشفاعة في رواية الحسن عن أنس في كتاب التوحيد: «ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا اللَّه، فيقول: و عزتي و جلالي لأخرجن منها من قال:
لا إله إلا اللَّه». و لا يعكر على ذلك ما وقع عند مسلم قبل قوله: «و عزتي» فيقول: «ليس ذلك، و عزتي .. إلخ»،
لأن المراد أنه لا يباشر الإخراج كما في المرات الماضية، بل كانت الشفاعة سببا في ذلك.
و أما
قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «و بعثت إلى الناس عامة»، فوقع في رواية مسلم: «و بعثت إلى كل أحمر و أسود»،
فقيل: المراد بالأحمر العجم، و بالأسود العرب، و قيل: الأحمر الإنس، و الأسود الجن، و على الأول التنصيص على الإنس من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، لأنه مرسل إلى الجميع، و أصرح الروايات في ذلك و أشملها،
رواية أبي هريرة عند مسلم: «و أرسلت إلى الخلق كافة».
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): أول حديث أبي هريرة هذا: «فضّلت على الأنبياء بست»، فذكر الخمس المذكورة في حديث جابر إلا الشفاعة، و زاد خصلتين و هم: «و أعطيت جوامع الكلم، و ختم بي النبيون»،
فتحصل منه و من حديث جابر سبع خصال.
و لمسلم أيضا من حديث حذيفة: «فضلنا على الناس بثلاث خصال: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة»
و ذكر خصلة الأرض كما تقدم، قال: و ذكر خصلة أخرى، و هي الخصلة المهمة بينها
ابن خزيمة و النسائي، و هي: «و أعطيت هذه الآيات من سورة البقرة من كنز تحت العرش»،
يشير إلى ما حطه اللَّه عن أمته من الإصر، و تحميل ما لا طاقة لهم به، و رفع الخطأ و النسيان، فصارت الخصال تسعا.
و لأحمد من حديث علي: «أعطيت أربعا لم يعطهنّ أحد من أنبياء اللَّه: أعطيت مفاتيح الأرض، و سميت أحمد، و جعلت أمتي خير الأمم»
و ذكر خصلة التراب فصارت الخصال اثنتي عشرة خصلة.
و عند البزار من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: «فضّلت على الأنبياء بست: غفر لي ما تقدم من ذنبي و ما تأخر، و جعلت أمتي خير الأمم، و أعطيت الكوثر، و إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه»،
و ذكر ثنتين مما تقدم.
و له من حديث ابن عباس رفعه: «فضّلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني اللَّه عليه فأسلّم»
قال: و نسيت الأخرى، قال الحافظ ابن حجر: فينتظم بهذا سبع عشرة خصلة. و يمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع. و قد تقدم طريق الجمع بين هذه الروايات، و أنه لا تعارض فيها.
و قد ذكر أبو سعيد النيسابورىّ في كتاب (شرف المصطفى)، أن عدد الّذي اختص به نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) عن الأنبياء ستون خصلة. و في حديث الباب من الفوائد غير ما تقدم:
[1] مشروعية تعديد نعم اللَّه.
[2] إلقاء العلم قبل السؤال.
[3] أن الأصل في الأرض الطهارة.
[4] أن صحة الصلاة لا تختص بالمسجد المبني لذلك.
و أما
حديث: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» فضعيف، أخرجه الدار الدّارقطنيّ من حديث
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 185