responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 154

و أما أمر الكافّة بالتّأسي به قولا و فعلا

فقال تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ [1]، فأمر تعالى بالتأسي به (صلى اللَّه عليه و سلم) أمرا مطلقا، لم يستثن من التأسي به شيئا بخلاف أمره تعالى بالتأسي بإبراهيم عليه [السلام‌] [2]، فإنه استثنى بالتأسي به، قال تعالى: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ‌ [3]، فحثّ تعالى المؤمنين أن يتأسوا بإبراهيم (عليه السلام) و الذين معه من أنبياء اللَّه فيما ذكر تعالى، ثم استثنى من التأسي به استغفاره (عليه السلام) لأبيه، فنهى المؤمنين عن التأسي به في ذلك. قال ابن أبي نجيح عن مجاهد: إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ‌، قال: نهوا أن يتأسوا به في استغفاره لأبيه، فيستغفروا للمشركين. و قال مطرف عن مجاهد: أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ‌ إلى قوله: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ‌ يقول تعالى: ائتسوا به في كل شي‌ء ما خلا قوله لأبيه: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ‌ فلا تأتسوا بذلك منه، فإنّها كانت عن موعدة وعدها إياه.

و قال معمر عن قتادة: يقول: لا تأتسوا بذلك منه فإنه كان عليه موعدا، و تأسوا بأمره كله. و قال ابن وهب: قال ابن زيد: قول اللَّه تعالى: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ‌ إلى قوله: إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ‌ قال: يقول: ليس لكم في هذه أسوة. و قال محمد بن علي الترمذي:

الأسوة في الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) الاقتداء به و الاتباع لسنته و ترك مخالفته في قول أو فعل.

و قال الإمام محمد بن عمر الرازيّ: اختلفوا في أن فعل الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) بمفرده،


[1] الأحزاب: 21.

[2] زيادة للسياق.

[3] الممتحنة: 4.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست