نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 145
و أما وجوب اتباعه و امتثال سنته و الاقتداء بهداه (صلى اللَّه عليه و سلم)
فقد قال اللَّه تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[1] فوعد تعالى محبته و مغفرته [للذين] [2] اتبعوا الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) و آثروه على أهوائهم و ما تجنح إليه نفوسهم، قال الحسن: إن أقواما قالوا: يا رسول اللَّه، إنا نحب اللَّه، فأنزل اللَّه سبحانه و تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ الآية، و قيل إن كعب بن الأشرف و غيره قالوا: نحن أبناء اللَّه و أحباؤه، و نحن أشد حبا للَّه، فأنزل اللَّه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ الآية، و قال الزجاج: معناه إن كنتم تحبون اللَّه أن تقصدوا طاعته فافعلوا ما أمركم، إذ محبة العبد للَّه و الرسول طاعته لهما و رضاه بما أمر، و محبة اللَّه لهم عفوه عنهم و إنعامه عليهم برحمته، و قال تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[3]، فأمر تعالى الكافة بمتابعته (صلى اللَّه عليه و سلم)، و وعدهم الاهتداء باتباعه لأنه اللَّه تعالى أرسله بالهدى و دين الحق ليزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يهديهم إلى صراط مستقيم.
و قال تعالى: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية، أي ينقادون لحكمك، يقال: سلم و استسلم و امتثل إذا انقاد، فجعل تعالى صحة إيمان خليقته بانقيادهم له (صلى اللَّه عليه و سلم) و رضائهم بحكمه و ترك الاعتراض عليه. و قال سهل في قوله: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ[4] قال: بمتابعة السنة.
و خرج أبو داود من حديث ثور بن يزيد قال: حدثني خالد بن معدان قال:
حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي و حجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن