responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 143

[ ()] السراج، كلاهما عن قتيبة، و نسب السراج في روايته الليث و شيخه كما ذكرته. قال الترمذي بعد تخريجه: هذا حديث مرسل، سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد اللَّه.

قال الحافظ ابن حجر: و فائدة إيراد البخاري له، رفع التوهم عمن يظن أن طريق سعيد بن ميناء موقوفة، لأنه لم يصرح برفع ذلك إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، فأتى بهذه الطريق لتصريحها، ثم قال الترمذي: و جاء من غير وجه عن النبي بإسناد أصحّ من هذا. قال: و في الباب عن ابن مسعود، ثم ساقه بسنده و صححه، و قد بينت ما فيه أيضا بحمد اللَّه تعالى. و وصف الترمذي له بأنه مرسل، يريد أنه منقطع بين سعيد و جابر، و قد اعتضد هذا المنقطع بحديث ربيعة الجرشي عند الطبراني، فإنه بنحو سياقه و سنده جيد، و سعيد بن أبي هلال غير سعيد بن ميناء الّذي في السند الأول، و كل منهما مدني، لكن ابن ميناء تابعي، بخلاف ابن أبي هلال.

و الجمع بينهما إما بتعدد المرئي، و هو واضح، أو بأنه منام واحد، حفظ فيه بعض الرواة ما لم يحفظ غيره، و تقدم طريق الجمع بين اقتصاره على جبريل و ميكائيل في حديث، و ذكره الملائكة بصيغة الجمع في الجانبين الدال على الكثرة في آخر، و ظاهر رواية سعيد بن أبي هلال أن الرؤيا كانت في بيت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) لقوله: «خرج علينا فقال: إني رأيت في المنام».

و في حديث ابن مسعود أن ذلك كان بعد أن خرج إلى الجن فقرأ عليهم، ثم أغفى عند الصبح فجاءوا إليه حينئذ. و يجمع بأن الرؤيا كانت على ما وصف ابن مسعود، فلما رجع إلى منزله خرج على أصحابه فقصها، و ما عدا ذلك فليس بينهما منافاة، إذ وصف الملائكة برجال حسان، يشير إلى أنهم تشكلوا بصورة الرجال.

و قد أخرج أحمد و البزار و الطبراني، من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، نحو أول حديث سعيد بن أبي هلال، لكن لم يسمّ الملكين، و ساق المثل على غير سياق من تقدم، قال:

«إن مثل هذا و مثل أمته كمثل قوم سفر، انتهوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة، و لا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك، إذ أتاهم رجل فقال: أ رأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة، و حياضا رواء، أ تتبعوني؟ قالوا: نعم، فانطلق بهم فأوردهم، فأكلوا، و شربوا، و سمنوا، فقال لهم: إن بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه، و حياضا أروى من هذه فاتبعوني، فقالت طائفة: صدق، و اللَّه لنتبعه، و قالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عليه».

و هذا إن كان محفوظا قوى الحمل على التعدد، إما للمنام و إما لضرب المثل، و لكن عليّ بن زيد ضعيف من قبل حفظه. قال ابن العربيّ في حديث ابن مسعود: إن المقصود «المأدبة»، و هو ما يؤكل و يشرب، ففيه رد على الصوفية الذين يقولون: لا مطلوب في الجنة إلا الوصال، و الحق أن لا وصال لنا إلا بانقضاء الشهوات الجسمانية و النفسانية و المحسوسة و المعقولة، و جماع ذلك كله في الجنة.

(أ. ه).

و ليس ما ادّعاه من المرد بواضح، قال: و فيه أن من أجاب الدعوة أكرم، و من لم يجبها أهين، و هو بخلاف قولهم: من دعوناه فلم يجبنا فله الفضل علينا، فإن أجابنا فلنا الفضل عليه، فإنه مقبول في النظر، و أما حكم العبد مع المولى، فهو كما تضمنه هذا الحديث. (المرجع السابق): 317- 320.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست