نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 123
عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، و يؤمنوا بي و بما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على اللَّه [1].
و خرج البخاري و مسلم من حديث شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوه عصموا مني دماءهم و أموالهم و حسابهم
[1] (مسلم بشرح النووي): 1/ 314- 315، كتاب الإيمان، باب (8) الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة، و يؤمنوا بجميع ما جاء به النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، و أن من فعل ذلك عصم نفسه و ماله إلا بحقها، و وكلت سريرته إلى اللَّه تعالى، و قتال من منع الزكاة أو غيرها من حقوق الإسلام، و اهتمام الإمام بشعائر الإسلام، حديث رقم (32)، (33)، (34)، (35)، (36).
قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه فمن قال لا إله إلا اللَّه فقد عصم مني ماله و نفسه إلا بحقه و حسابه على اللَّه»،
قال الخطابي (رحمه اللَّه): معلوم أن المراد بهذا أهل الأوثان دون أهل الكتاب، لأنهم يقولون: لا إله إلا اللَّه، ثم يقاتلون، و لا يرفع عنهم السيف.
قال: و معنى حسابه على اللَّه: أي فيما يستسرون به و يخفونه، دون ما يخلون به في الظاهر من الأحكام الواجبة. قال: ففيه أن من أظهر الإسلام و أسّر الكفر قبل إسلامه في الظاهر، و هذا قول أكثر العلماء. و ذهب مالك إلى أن توبة الزنديق لا تقبل. و يحكى ذلك أيضا عن أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنهما. هذا كلام الخطابي.
و ذكر القاضي عياض معنى هذا، و زاد عليه، و أوضحه، فقال: اختصاص عصمة المال و النفس بمن قال: لا إله إلا اللَّه، تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، و أن المراد بها مشركو العرب، و أهل الأوثان، و من لا يوحد، و هم كانوا أول من دعي إلى الإسلام، و قوتل عليه، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد، فلا يكتفي في عصمته بقول لا إله إلا اللَّه، إذ كان يقولها في كفره، و هي من اعتقاده، فلذلك جاء في
الحديث الآخر: «و أني رسول اللَّه، و يقيم الصلاة، و يؤتي الزكاة».
هذا كلام القاضي عياض.
قال الحافظ ابن حجر: و لا بدّ مع هذا من الإيمان بجميع ما جاء به رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، كما جاء
في الرواية الأخرى لأبي هريرة، هي مذكورة في الكتاب: «حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، و يؤمنوا بي، و بما جئت به».
و اللَّه أعلم.
و اختلف أصحابنا في قبول توبة الزنديق- و هو الّذي ينكر الشرع جملة- فذكروا فيه خمسة أوجه، لأصحابنا أصحها، و الأصوب منها قبولها مطلقا للأحاديث الصحيحة المطلقة.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 123