responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 122

و أما عموم رسالته إلى الناس جميعا و فرض الإيمان به على الكافة، و أنه لا ينجو أحد من النار حتى يؤمن به (صلى اللَّه عليه و سلم)

فاعلم أن الإيمان به (صلى اللَّه عليه و سلم) هو التصديق بنبوته و إرسال اللَّه تعالى له و تصديقه في جميع ما جاء به من اللَّه و ما قاله، و مطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان بأنه رسول اللَّه، فإذا اجتمع التصديق بالقلب و النطق بالشهادة باللسان، تم الإيمان به و التصديق له، قال اللَّه تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا [1]، و قال: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ [2]، و قال:

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِ‌ الَّذِي يَجِدُونَهُ‌ [3] الآية، فالإيمان بمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم) واجب لا يتم الإيمان إلا به، و لا يصح الإسلام إلا معه، و قد تقرر بما تقدم ثبوت نبوته و صحة رسالته، فوجب الإيمان به و تصديقه فيما أتى به و تعيّن ذلك، قال تعالى: وَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً [4]، و قال تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ‌ [5]، و قال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [6]، و قال: وَ أَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَ كَفى‌ بِاللَّهِ شَهِيداً [7]، أي على رسالتك يشهد لك بإظهار المعجزات على صدقك، إذ المعجزة في قوة قول اللَّه تعالى: صدق عبدي في أنه رسول، و الثانية مقررة للأولى، لأنه إنما تثبت عموم دعوته بإخباره، و ما ورد على لسانه، و خبره إنما يقبل إذا ثبت صدقه، و صدقه إنما ثبت بالمعجزات، فأذن نظم الدليل هكذا: محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) أتي بالمعجزات فهو صادق، و كل صادق يجب قبول خبره بعموم دعوته، و هو المطلوب.

و خرج مسلم من حديث يزيد بن زريع قال: حدثنا روح عن العلاء بن‌


[1] التغابن: 8.

[2] الفتح: 8.

[3] الفتح: 13.

[4] الفتح: 13.

[5] سبأ: 28.

[6] الأعراف: 158.

[7] النساء: 79.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست