نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 121
اقْتَدِهْ[1]، قلت: هذا صحيح، فقد قال تعالى: فَبِهُداهُمُ، و هداهم من اللَّه و هو شرعه (صلى اللَّه عليه و سلم)، أي الزم شرعك الّذي أظهرته نوّابك من إقامة الدين و عدم التفرق فيه، و لم يقل سبحانه: فبهم أقتد، و كذا قال سبحانه: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً[2] و هو الدين، فهو (صلى اللَّه عليه و سلم) مأمور باتباع الدين، فإن أصل الدين إنما هو من اللَّه تعالى لا من غيره، و أين هذا من قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني؟ فأضاف الاتباع إليه، و أمر هو (صلى اللَّه عليه و سلم) باتباع الدين لا باتباع الأنبياء، فإن السلطان الأعظم إذا حضر لا يبقى لنائب من نوابه حكم إلا له، فإذا غاب حكم النائب بمراسمه، فهو الحاكم في الحقيقة غيبا و شهادة، مما قيل في شرفه:
فإنك شمس و الملوك كواكب* * * إذا ظهرت لم يبد منهن كوكب [3]
فانظر ما أبدع هذا الفضل الّذي لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، الّذي لم ينتبه إليه إلا من شاء اللَّه، و قليل ما هم، و اللَّه يختص برحمته من يشاء.