نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 97
و أما هلاك من كذب على النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و إخباره بأن رسله إليه لا تدركه فكان كذلك
فقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن رجل، عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى قرية من قرى الأنصار فقال: إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أرسلني إليكم و أمركم أن تزوجوني فلانة، قال: فقال رجل من أهلها: جاءنا هذا بشيء ما نعرفه من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، أنزلوا الرجل و أكرموه حتى آتيكم بخبر ذلك، فأتى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فذكر ذلك له، فأرسل عليا و الزبير- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهما- فقال: اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه، و لا أراكما تدركانه، قال: فذهبا فوجداه قد لدغته حية فقتلته، فرجعا إلى النبي فأخبراه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم):
قال البيهقي [2] هذا مرسل، و قد روى من وجه آخر، فذكره من طريق يحيى ابن بسطام قال: حدثني عمر بن فرقد البزار، حدثنا عطاء بن السائب، عن عبد اللَّه بن الحارث أن جد جد الجندعي كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقربه، فأتى اليمن، فعشق فيهم امرأة فقال: إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أمرني أن تبعثوا إلي بفتاتكم، فقالوا:
عهدنا برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو يحرم الزنا، ثم بعثوا رجلا إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: فبعث النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عليا فقال: ائته، فإن وافقته حيا فأقتله، و إن وجدته ميتا فحرقه بالنار.
قال: فخرج جدجد من الليل يستسقي من الماء فلدغته أفعى فقتلته، فقدم علي- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- فوافقه و هو ميت، فحرقه بالنار، فمن ثم قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار [3].
[1] (دلائل البيهقي): 6/ 284، باب ما روى فيما أصاب الّذي كذب عليه، و قوله للذين بعثهما إليه: و لا أراكما تدركانه، فلم يدركانه.