نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 98
و أما إخباره (صلّى اللَّه عليه و سلّم) رجلا بما يحدث به نفسه و ما يؤول إليه أمره
فخرّج البيهقيّ [1] من حديث بشر بن بكر، عن الأوزاعي، قال: حدثني الرقاشيّ، عن أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: ذكروا رجلا عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فذكروا قوته في الجهاد و اجتهاده في العبادة، فإذا هم بالرجل مقبل، قالوا: هذا الّذي كنا نذكر، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): و الّذي نفسي بيده إني لأرى في وجهه سنعة من الشيطان، ثم أقبل فسلم عليهم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): هل حدثت نفسك أن ليس في القوم أحد خير منك؟ قال:
نعم، ثم ذهب فاختط مسجدا وصف بين قدميه يصلي، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم):
من يقوم إليه فيقتله؟ قال أبو بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: أنا، فانطلق إليه فوجده قائما يصلي، فهاب أن يقتله فانصرف، فقال: يا رسول اللَّه، وجدته قائما يصلي فهبت أن أقتله، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): أيكم يقوم إليه قال عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: أنا، فانطلق إليه فصنع كما صنع أبو بكر، ثم قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أيكم يقوم إليه فيقتله؟ قال علي- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: أنا، قال: أنت إن أدركته فذهب فوجده قد انصرف، فرجع إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): هذا أول قرن خرج في أمتي، لو قتلته ما اختلف أثناه بعده من أمتي، ثم قال: إن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة، و إن أمتي ستفترق على ثنتين و سبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة [2]،
قال يزيد الرقاشيّ: هي الجماعة.
[1] (دلائل البيهقيّ): 6/ 287- 288، باب ما روى في إخباره (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الرجل الّذي وصف بالاجتهاد في العبادة بما حدثته نفسه، و بغير ذلك من حاله.