responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 557

قال: فنشج الناس يبكون. قال: و اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير و منكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر، و عمر بن الخطاب، و أبو عبيدة كما عرج بروح موسى، و اللَّه لا يموت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى يقطع أيدي أقوام و ألسنتهم، فلم يزل عمر يتكلم حتى أزيد شدقاه مما يوعد، و يقول.

فقام العباس فقال: إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد مات و إنه لبشر و إنه يأسن كما يأسن البشر، أي قوم: فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على اللَّه من أن يميته إماتتين أ يميت أحدكم إماتة و يميته إماتتين. و هو أكرم على اللَّه من ذلك؟ أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على اللَّه أن يبحث عنه التراب. إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و اللَّه ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال و حرم الحرام، و نكح، و طلق، و حارب، و سالم، و كان يرعى الغنم، يتبع بها صاحبها رءوس الجبال، يخبط عليها العضاة بمخبطه، و يمدد حوضها بيده بأنصب، و لا أدأب من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، كان فيكم أي قوم، فادفنوا صاحبكم.

قال: و جعلت أم أيمن تبكي فقيل لها: يا أم أيمن تبكي على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)؟ قالت: إني و اللَّه ما أبكى على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلا أن أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، و لكني أبكي على خبر السماء انقطع، قال حماد: خنقت العبرة أيوب حين بلغ هاهنا [1].

و قال أبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فأسكته أبو بكر، و كان عمر يقول:

و اللَّه ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبنى، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر- ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء و أنتم الوزراء. فقال حباب بن المنذر: لا و اللَّه لا نفعل، منا أمير و منكم أمير. فقال أبو بكر: لا، و لكنا الأمراء و أنتم الوزراء. هم أوسط العرب دارا، و أعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت فأنت سيدنا و خيرنا و أحبنا إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

فأخذ عمر بيده فبايعه و بايعه الناس. فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله اللَّه [2].


[1] (سنن الدارميّ): 1/ 39- 40.

[2] (فتح الباري): حديث رقم (3668).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست