نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 366
ما بين تيماء [1] إلي فدك، و لهم بها نخل كثير و زرع فسأل بنو إسرائيل و واقعوا لهم و تركوا منهم ابن ملك لهم كان غلاما حسنا فرقوا له ثم رجعوا إلي الشام، و قد مات موسى (عليه السلام) فقالت بنو إسرائيل لهم: قد عصيتم و خالفتم الآباء فقالوا نرجع إلي البلاد التي غلبنا عليها فنكون بها، فرجعوا إلي يثرب فاستوطنوها و تناسلوا بها، إلي أن نزلت عليهم الأوس و الخزرج بعد سيل العرم كما تقدم ذكره عند ذكر الأنصار.
و يقال: بل كان نزولهم أولا من نواحي العالية [2]، و انحدر بها الآطام و الأموال و المزارع، فلبثوا في نواحيه زمانا طويلا حتى ظهرت الروم على بني إسرائيل و خرج بنو قريظة، و النضير، و بنو هذيل من يثرب و نزلوا الغابة [3] ثم تحولوا عنها لوبائها إلى عدة مواضع من نواحي يثرب و الحدم [4].
و يقال: بل كان نزول اليهود بيثرب حين وطئ بختنصّر بلادهم بالشام و خرب بيت المقدس، فحينئذ لحق من لحق منهم بالحجاز، كقريظة، و النضير، و سكنوا خيبر، و يثرب، حتى قدمت الأوس و الخزرج عليهم، و كانت لهم معهم حروب ظهرت عليهم اليهود كما مر ذكره، فلما هاجر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حاربته
[ ()] قال الكلبي: إن العماليق أخرجوا بنى عقيل، و هم إخوة عاد بن ربّ، فنزلوا الجحفة، و كان اسمها يومئذ مهيعة، فجاءهم سيل و اجتحفهم، فسميت الجحفة.
و لما قدم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة استوبأها و حمّ أصحابه، فقال اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشدّ، و صحّحها، و بارك لنا في صاعها و مدها، و انقل حمّاها إلي الجحفة.
و روي أن النبي (ص)، نعس ليلة في بعض أسفاره، إذ استيقظ، فأيقظ أصحابه و قال: مرّت بي الحمى في صورة امرأة ثائرة الرأس- منطلقة إلى الجحفة. (معجم البلدان): 2/ 129، موضع رقم (2955).
[1] تيماء- بالفتح و المد- بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى- على طريق حاج الشام و دمشق، و هي من أمهات القرى على سبع ليال من المدينة المكرمة (معجم البلدان): 2/ 78 موضع رقم (2736).
[2] العالية: اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها و عمائرها إلى تهامة في العالية. قال أبو منصور: عالية الحجاز أعلاها بلدا و أشرفها موضعا، و هي بلاد واسعة، و من حديث عائشة (ر): أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مات و أبو بكر بالسنح- قال إسماعيل يعنى بالعالية ذكره البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).
[3] الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام، فيه أموال لأهل المدينة. قال الواقدي الغابة بريد من المدينة على طريق الشام، و صنع منبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من طرفاء الغابة، و روى محمد بن الضحاك عن أبيه قال: كان العباس بن عبد المطلب يقف على سلع جبل فينادي غلمانه و هم بالغابة فيسمعهم، و ذاك من آخر الليل و بين سلع و الغابة ثمانية أميال (المرجع السابق): 206، موضع رقم (8729) مختصرا.
[4] الحدم في الأصل: شدة إحماء حر الشمس للشيء، و هو اسم موضع. (معجم البلدان): 2/ 264، موضع رقم (3552).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 366