نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 367
اليهود و عادته، و حمله من كان منهم بالمدينة و خيبر، إنما هم قريظة، و النضير، و بنو القينقاع، و هذيل، إلا أن في الأوس و الخزرج من تهوّد و كان من نسائهم من ستنذر إذا ولدت إن عاش ولدها أن تهوّده لأن اليهود كانوا عندهم أهل علم و كتاب في هؤلاء الأبناء الذين تهودوا، و نزلت فيهم: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ[1] حين أراد آباؤهم إكراههم على الإسلام.
قال ابن إسحاق: و نصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) العداوة بغيا، و حسدا، و ضغنا، لما خصّ اللَّه تعالي العرب من أخذه رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) منهم و انضاف إليهم من رجال من الأوس و الخزرج ممن كان عسا على جاهليته، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك و التكذيب بالبعث، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره و اجتماع قومهم عليه، فظهروا بالإسلام، و اتخذوه جنّة من القتل، و نافقوا في السر، و كان هواهم مع يهود لتكذيبهم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و جحودهم الإسلام، و كانت أحبار يهود هم الذين يسألون رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و يتعنتونه، و يأتونه باللبس ليلبسوا الحق بالباطل، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألون عنه، إلا قليلا من المسائل في الحلال و الحرام، و كان المسلمون يسألون عنها.
فمن بني النضير
حيي بن أخطب و أخوه و أبو ياسر بن أخطب و جدي بن أخطب، و فيهم و في نظرائهم، نزل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ